كاتب أميركي يتساءل: هل يستفيد بايدن من التحالف الإسلامي بقيادة السعودية؟
دعا كبير محاضري جامعة واين الأميركية، الكاتب سعيد أحمد خان، إدارة الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن، إلى ضرورة توسيع دائرة العمل لمحاربة ومكافحة الإرهاب حول العالم، وذلك بالتواصل مع منظمات أخرى بخلاف حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، على رأسها التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، الذي يرأسه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ تأسيسه عام 2015.
يعتقد الأكاديمي سعيد خان، في مقالته التي كتبها اليوم الخميس عبر صحيفة “ريل كلير ديفينس” المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية والاقتصادية، بأن ردود الأفعال الأمريكية مستمرة، على عمليات الاحتيال الإلكتروني، التي قامت بها الجماعات الإسلامية المتطرفة منذ بدء جائحة كورونا، لتمويل أشهر المنظمات الإرهابية بملايين الدولارات، من خلال بيع معدات وقائية ومواد فاسدة، تساعد على تفشي وانتشار الوباء، بدلاً من الحماية وذلك بهدف جمع التبرعات الجهادية.
واستشهد بموقف وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق، أنها قامت بأكبر عملية مصادرة حكومية لعملة رقمية في سياق الإرهاب، شملت الاستيلاء على مئات من حسابات البيتكوين والإيثريوم وملايين الدولارات، إلى جانب 4 منصات إلكترونية لجماعات إسلامية معروفة، كانت تستخدم تلك الحسابات بشكل خفي، لإدارة موقع احتيالي لبيع معدات الحماية والأقنعة، والمعروف باسم FaceMaskCenter.
كما حذر من خطورة العملات المشفرة، خاصة بعدما أصبحت مصدرًا رئيسيًا لتمويل الإرهاب، ضاربًا المثل بما حدث هونج كونج في أغسطس 2017، عندما سرق المجرمون قرابة الـ60 مليون دولار من عملات البيتكوين، وإلى الآن ما زالت الجريمة عالقة، بالرغم من أن الجهاديين كانوا يرفضون في بداية الأمر استخدام هذه العملات المشفرة، على الأقل في إندونيسيا.
ونوه خان المحاضر في كلية الآداب والعلوم بقسم الثقافة واللغات الحديثة والقديمة، بأن التحالف الذي تم تدشينه على يد الأمير محمد بن سلمان، يمضي قدمًا إلى الأمام وبشكل هادئ في محاربته للإرهاب، باستخدام أفضل الأساليب لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، بتطبيق لوائح جديدة لهذا التحدي، فضلاً عن اتفاقية التعاون بين المنظمة والأكاديمية المالية السعودية، التابعة لوزارة المالية في المملكة.
وبشكل غير مباشر، قلل سعيد خان من هاجس المصطلح الحديث “إسلاموفوبيا”، أو الربط بين التحالف الإسلامي العسكري وباقي الجماعات المتطرفة، لاشتراكهم في كلمة “الإسلام”، مستشهدًا بوجود بعض الدول الأعضاء غير الإسلامية في المنظمة، كأوغندا والجابون، إلى جانب ذلك تركز دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب البالغة 41 دولة على التعاون غير العسكري مثل الجوانب الفكرية والإعلامية ذات أهداف استراتيجية.
ودعم الكاتب الأمريكي موقفه، بما فعله رئيس الاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج أكتوبر الماضي، بزيارة مقر التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب في الرياض، لمناقشة سبل تعزيز التعاون، وعلى رأسها ملف تمويل الإرهاب، وقبل ذلك، التقى اللواء محمد بن سعيد المغدي، الأمين العام بالنيابة للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب بوفد أمريكي، بهدف تطوير العلاقات الاستراتيجية بين التحالف وأمريكا، وهو ما سيتوقف على توقيت زيارة بايدن إلى المملكة، مستبعدًا أن تكون رحلته الأولى مثل ترامب، لكن من الأفضل أن تكون على رأس قائمته.