في 60 دقيقة.. كيف أثَّر محمد بن سلمان إيجابيًّا وضاعف أعداد المقبلين على لقاح كورونا؟
كان لظهور سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وهو يتلقى الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا مفعول السحر في تعزيز أرقام الراغبين في الحصول على اللقاح الجديد، الذي لم ينجُ من الشائعات خلال الفترة الماضية بأن له أعراضًا جانبية بعيدة المدى.
وبعد أن ظهر سموه أمام شاشات التلفاز العالمية وهو يتلقى اللقاح أقبل عدد كبير من المواطنين والمقيمين على تسجيل أسمائهم في قائمة الراغبين في الحصول على اللقاح.
وقال وزير الصحة، الدكتور توفيق الربيعة، تعليقًا على هذا المشهد: “الساعة التي تلت نشر خبر تلقي سمو ولي العهد الجرعة الأولى من لقاح كورونا ارتفع فيها معدل التسجيل لتلقي اللقاح 5 أضعاف عن الساعات السابقة، وارتفع عدد المطعَّمين 3 أضعاف عن المعدل اليومي”.
وأضاف الوزير في تغريدته: “الشكر والامتنان لسموه على مبادرته المؤثرة، وحرصه، ومتابعته لتوفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين”.
امتداد طبيعي
ولعل ظهور ولي العهد أمس “الجمعة” وهو يتلقى جرعة اللقاح امتداد طبيعي لمتابعته الحثيثة اليومية لمستجدات الجائحة؛ إذ رأى سموه أن يكون سباقًا في تناول هذه الجرعة للتأكيد لمن يهمه الأمر أن اللقاح الجديد مأمون العواقب، وليس له أعراض جانبية كما أُشيع في مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الأمر رسالة مهمة وعاجلة، مفادها أن السعودية منذ بدء الجائحة وهي حريصة على صحة المواطن والمقيم، وتنفق بسخاء من أجل توفير أفضل الخدمات الطبية لجميع المصابين.
وبلغ اهتمام السعودية بالأمر أن جعلت العلاج بالمجان للمواطن، وكذلك المقيم، سواء كان نظاميًّا أو غير نظامي؛ وبالتالي لا يمكن أن تغامر السعودية اليوم بثقة الجميع فيها، وتجلب لقاحًا دون التأكد من جدواه وفاعليته في مواجهة المرض.
وفي أكثر من مناسبة أكدت وزارة الصحة مأمونية اللقاح، وأعلنت أنها أخضعته للتجربة السريرية، إلى أن ثبتت فاعليته.
الفيروس المتحور
توقيت ظهور ولي العهد وهو يتلقى الجرعة كان في غاية الأهمية، وهو الوقت الذي ظهرت فيه سلالات جديدة من الفيروس متحورة في أماكن متفرقة من العالم، بدأت في بريطانيا وجنوب إفريقيا، ولا يمكن استعباد انتقال هذه السلالات إلى بقية دول العالم، ومنها إلى السعودية. وتناوُل اللقاحات يقلل من التعرض لأخطار السلالات الجديدة، خاصة بعد التأكيد أن اللقاح يشمل السلالات الجديدة.
واعتبر المحللون ظهور سمو ولي العهد وهو يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح أفضل وسيلة لإقناع المواطنين والمقيمين بأهمية تناوله في أسرع وقت. وكان بإمكان السعودية أن تجعل من اللقاح إجباريًّا على الجميع، ولكنها رأت أن هذه الطريقة لا تجدي نفعًا على الأقل من ناحية الجانب النفسي، ولا بد أن يكون الإنسان مقتنعًا بما يقدم عليه؛ ومن هنا رأت أن يكون اللقاح اختياريًّا لمن يرغب.
وتأثير ولي العهد على أفراد شعبه كان كبيرًا، وبلا حدود. وظهر هذا في الإقبال الكبير الذي فاق التوقعات من الجميع على تلقى اللقاح، الذي كان محل الشك والريبة لدى البعض.
تغريدة الوزير
وفي تغريدة أخرى لوزير الصحة، الدكتور توفيق الربيعة، نشرها في شهر مارس الماضي، كشف جهود ولي العهد في المتابعة الدقيقة للجائحة من أجل تأسيس رؤية واضحة المعالم في التعامل مع الجائحة بكل حرفية ومهارة.
وقال الوزير في تغريدته: “استطاع خلق فريق متناغم، يعمل باحترافية عالية، همه الأول من المواطن. هذا القائد هو الأمير محمد بن سلمان الذي نعمل تحت قيادته بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين”.
سمو ولي العهد أراد بتلقيه الجرعة الأولى من اللقاح أن يبعث برسالة مباشرة لعموم المواطنين والمقيمين، بأنه شخصيًّا يثق ثقة كبيرة في القطاعَين الصحي والدوائي في السعودية. ليس هذا فحسب، وإنما يثق في الخيارات التي قدموها ويقدمونها في إطار العمل الخاص بتحصين الناس من كورونا باللقاحات الأكثر مأمونية وفاعلية.
هذه الرسالة وصلت في التو واللحظة إلى ملايين المواطنين والمقيمين، الذين غيّروا قناعاتهم تجاه اللقاح، وأبدوا رغبتهم اليوم في تناوله؛ حتى يقيهم من الوباء. هذا التأثير الكبير والمباشر لسمو ولي العهد على أفراد الشعب يعزز من آليات التعامل السريع مع مراحل الجائحة، ويقرّب من القضاء عليها في وقت سريع.