الأخبار المحلية

“حرم”: لا نأمنُ أنْ نكونَ في مُجمَّعٍ تجاري فنجد أنفسنا وسط مضاربة

“لماذا وصلنا لهذا المستوى من العنف والقسوةِ الجسدية واللفظية؟” هكذا تتساءل الكاتبة الصحفية هدى حرم وهي تطلق جرس تحذير من هذه الظاهرة التي تنتشرُ في مجتمعاتنا العربية، لافتة إلى أن غياب الورعِ والوازعِ الديني لدى الأفراد هو أهم أسباب الظاهرة، كما تؤكد على دور الأسرة والقوانين الصارمة في كبح جماح العنف.

لماذا وصلنا لهذا المستوى من العنف؟
وفي مقالها “العنفُ الاجتماعي وتآكلُ القيم!” بصحيفة “البلاد”، تقول حرم: “منذ متى كان مجتمعنا العربي يميلُ للعنف لهذه الدرجة، ولماذا وصلنا لهذا المستوى من العنف والقسوةِ الجسدية واللفظية؟ لماذا تنتشرُ هذه الظاهرة الفتَّاكة في مجتمعٍ يدينُ بالإسلامِ الذي يُفترضُ به أنْ يُتممَ مكارمَ الأخلاق، فناله التآكل والنقص، لا التمام، مجتمع كان يتسمُ بنبلِ الأخلاق كيف حادَ عن جادةِ الأعرافِ والقيم؟!”.

يمكن أن يحدث في مُجمَّعٍ تجاري
وتضرب “حرم” العديد من الأمثلة تكشف مدى انتشار العنف، وتقول: “بِتْنا لا نأمنُ أنْ نكونَ في مُجمَّعٍ تجاري نذهبُ إليه للتبضُّعِ والمتعة، دون أن نُصادفَ في جولتنا شجارًا نشبَ بين جماعتين أو شخصين، وقد نكونُ نحن أنفسُنا جزءاً من هذه المعركة. لطالما صادفنا في عرضِ الشارع شباناً أوقفوا سياراتِهم بمنتصفِ الطريق السريع لتدورَ بينهم رحى حربٍ طاحنة قد تُسفِرُ عن إصاباتٍ بليغة، أو قد تُودي بحياةِ أحدهم بغتة، صادفنا بأنفسِنا سُوَّاقاً يلاحقونَ سُوَّاقاً آخرين بسرعاتٍ مجنونةٍ ليقطعوا عليهم الطريق أو ليصدموهم بسياراتهم انتقاماً، لأنهم أغاظوهم أثناءَ القيادة، حتى في منازلنا نُعاني من العنفِ الأسري بين الوالدين والأبناء وبين الأبناءِ أنفسهم، وباتتْ جرائمُ الاعتداء والقتل تتكررُ في البيوتاتِ المُغلقة حين تنشبُ الخلافاتُ بين أفرادها بين الفينةِ والأخرى كبركانٍ خامدٍ ينفجرُ بلا موعد. وفي مقراتِ العمل التي يجبُ أنْ تتحلى بكلِ مُقومات الأمنِ والسلامة، يفقد العاملُ أو الموظفُ حياتهُ في مشاجرةٍ بينه وبين زميلٍ أو زملاءَ له في العمل؛ فلِمَ كلُ هذا الكمِّ من العنفِ والجريمة؟”.

غياب الوازعِ الديني
وترصد الكاتبة أسباب الظاهرة وتقول: “إنَّ الأسبابَ التي تُؤدي للعنف وتنحدرُ بنا إلى مهاوي الجريمة تكمنُ في غيابِ الورعِ والوازعِ الديني لدى الأفراد؛ فلا يرتدعونَ عن أي فعلٍ أو قولٍ قبيح، ويستبيحون الأعرافَ والأعراض، ويضربونَ بالأخلاقِ والقيمِ عرضَ الحائط. هؤلاء يسمحون للغضب بأنْ يستولي على تصرفاتهم؛ فيستجيبونَ للمواقف بعنفٍ لفظيٍّ حيناً وجسديٍّ في أحيانٍ أخرى، يبدأُ بالاعتداء بالضرب الذي قد يسبب الإعاقة، وقد ينتهي بالقتلِ العمد أو غيرِ العمد”.

الأسرة والقوانين الصارمة
وتنهي “حرم” بروشتة علاج وتقول: “هذا العنف الذي يُمزِّقُ نسيجَ المجتمعات وهُويتها لا بُدَّ له أنْ يتوقفَ بسنّ قوانينَ صارمة ضد هذه الفئة المتسمة بالعنف في مجتمعنا. كما ينبغي على الأُسرِ أنْ تنأى بأفرادها عن مصادرِ التوتر، وتنكبَّ، بمسؤوليةٍ تامة، على تنشئةِ جيلٍ صحي خالٍ من العللِ النفسية ملتزمٍ بالدين والأخلاق والقيم؛ لأنَّ الأسرة الصالحة نواةٌ لمجتمعٍ سليمٍ خالٍ من الآفاتِ والعاهات”.