الأخبار المحلية

“أباحسين”.. ما يجري في ملكوت الله تعالى مدعاةٌ لتفكّر الإنسان وتدبّره

شارك مدير مكتب وزير الشؤون الإسلامية الدعوة والإرشاد العلمي الدكتور عبدالله بن سعد أبا حسين، مساء يوم أمس بالجلسة الأولى لأعمال المؤتمر الدولي السنوي الــ 33 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الافتراضي بورقة عمل بعنوان “تحقيق التوحيد في زمن الأوبئة” في المحور الأول للمؤتمر المتعلق بالتفسير والأحاديث والعقيدة، الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بجمهورية البرازيل بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.

وقال الدكتور أباحسين في بداية كلمته في الجلسة الافتتاحية إنّ ما يجري في ملكوت الله تعالى مدعاةٌ لتفكّر الإنسان وتدبّره، فإنّ الله تعالى أمرنا بالنّظر والتفكّر في كتابه الكريم وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بالتفكر في طعامنا، كما قال سبحانه: {فلينظر الإنسان إلى طعامه، أنا صببنا الماء صبّاً، ثم شققنا الأرض شقّا، فأنبتنا فيها حبّاً، وعنباً وقضباً، وزيتوناً ونخلاً، وحدائق}، وأمرنا بالتفكر في أنفسنا، كما قال سبحانه {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وأمرنا بالتفكر فيما نراه حولنا من الجامدات والمتحركات، كما قال سبحانه {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت}.

وبين أبا حسين أنه إذا نظر الإنسان وتفكّر في مخلوقات الله وتمعّن في تدبيره لخلقه؛ انعكس ذلك على إيمانه وسلوكه وترتيب أولوياته في حياته، وتقديم الأهم فالمهم، مضيفاً فضيلته بأن جائحة كورونا عجيبة غريبة، وحصلت وانتشرت في زمان ضجّت فيه الدنيا بالتطوّر الطبّي، وانبهرت العقول والأبصار بالاكتشافات العلمية الحديثة، ومع ذلك أظهرت لنا الجائحة حقيقة عجزنا وفقرنا إلى ربّنا تبارك وتعالى، وأكّدت على حقيقة عظمة الله تعالى وقدرته، فهو العظيم وحده، وهو القدير وحده، وإذا كان الله هو الخالق وحده، والمدبّر لملكوته وحده، فلماذا يتوجّه الإنسان بالعبادة إلى غيره ويُغضب ربّه؟ قال تعالى: {وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}.

ومضى الدكتور أبا حسين يقول إن الواجب على الناس كلهم أن لا تتعلّق قلوبهم بغير الله في التخلّص من هذه الجائحة وغيرها، وفي هذا مدعاة إلى أن لا يُدعى إلا الله وحده، ولا يُعبد إلا الله وحده لا شريك له.

وأكد أن الله أمرنا عند حصول الأوبئة والطواعين أن نستحضر حقائق، أهمّها اليقين بأنّ ما يجري قدر من قدر الله، فإنّ الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه قدم على الشام، وكان فيها وباء، فرجع، فقيل له: أتفرّ من قدر الله، قال: نعم نفرّ من قدر الله إلى قدر الله. رواه البخاري، والإيمان بالقدر لا يعني إهمال فعل الأسباب، تماماً كما فعل الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه، وهذه حقيقة التوكل فإنّها تقوم على أمرين، الأوّل: تفويض الأمر إلى الله تعالى، والثاني فعل الأسباب، والتوكل على الله عبادة يجب التعبد بها لله تعالى وحده لا شريك، قال تعالى {على الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.

وبين أن من المهم في هذه الجائحة بيان معنى الإيمان بالقدر، فإنّ الإيمان بالقدر يقوم على أربعة أمور، الأوّل أن نوقن أنّ الله تعالى خلق كل شيء، والثاني: أنّه عالم بكل شيء، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف سيكون، الثالث: أنّ الله تعالى كتب كل شيء في كتاب، والرابع: أنّه لا يحصل شيء في ملكوت الله إلا بإذنه سبحانه.