في ظروف استثنائية.. مرايا “موطن الحضارات” تحتضن “الخليج” وتعكس تاريخًا جديدًا
لم يكن يوم عادي، فالتاريخ يأبى إلا أن يكتب نفسه في موطن الحضارات “العلا”، هنا القمة الخليجية الحادية والأربعون الاستثنائية بظروف التاريخ والجغرافيا، والتي شهدت شجاعة قادة الخليج في التسامي على خلافاتهم ورأب الصدع، قطعًا على أي محاولات لاستغلال الأزمة الطارئة لتنفيذ مخططات توسعية في المنطقة.
على أرض الحضارات وتلاقي الشعوب عبر التاريخ، مدينة «العلا» شمال غربي المملكة، انعقدت اليوم بمركز المرايا القمّة الحادية والأربعون لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، مسبوقة بمؤشرات تبشّر بمخرجات وقرارات وتوصيات سيكون لها مردودها الإيجابي على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي، وهذا ما كان، وسط أجواء إيجابية ناجمة عن إعادة فتح الأجواء والحدود السعودية أمام قطر، في مؤشّر إلى مصالحة بعد أزمة استمرّت أكثر من ثلاث سنوات.
إن استضافة السعودية لقمة لم الشمل الخليجي والعربي يأتي في إطار حرصها على قطع الطريق أمام الدول الإقليمية التي سعت لاستغلال الأزمة الطارئة الحالية لصالحها، وتفويت الفرصة عليها لتنفيذ مخططاتهم التوسعية في المنطقة.
وأوضح رئيس القمة، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الحاجة إلى توحيد جهود المجلس وقادته من أجل النهوض بالمنطقة ومواجهة التحديات المحيطة، مشيرًا إلى رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز التكامل بين دول المجلس، والتي وافق عليها المجلس الأعلى في الدورة السادسة والثلاثين، وما شهدته من تقدم محرز في تنفيذ مضامينها خلال الأعوام الماضية.
وأبان سموه أنه يجب على الجميع أن يستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس؛ لاستكمال المسيرة، وتحقيق التكامل في جميع المجالات، فقد تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دوله من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبه.
وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رأس القمة التي انعقد ت بحضور الوفود الرسمية، حيث حضر الوفد القطري برئاسة أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، والوفد الكويتي برئاسة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، والوفد العماني برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد، والوفد الإماراتي برئاسة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، فيما ترأس الوفد البحريني ولي عهد البلاد الأمير سلمان آل خليفة.
كما أُعلن عن وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري أيضاً إلى العلا للمشاركة في القمة، علماً بأن مصر ليست عضواً في المجلس الخليجي، إضافة إلى مشاركة مستشار الرئيس الأميركي دونالد تامب جاريد كوشنر، بدوره في القمة، وعشية انطلاق القمة، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد السعودي تأكيده أنها ستكون “جامعة للكلمة موحّدة للصف ومعزّزة لمسيرة الخير والازدهار”، مشيراً إلى “لمّ الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا”.