“الحمادي”: “براعة الإقناع” جعلت “الجبير” شخصية فذة.. وجائزة “الاعتدال” يستحقها
أكد الكاتب الصحفي عبدالحميد الحمادي لـ”سبق” أن حصول عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء، على جائزة الاعتدال من معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز لم يكن مستغربًا نظير ما يمتلكه من خصائص وكاريزما، لها حضورها الرسمي والدولي.
وتفصيلاً، قال “الحمادي”: إن مهارة الإقناع تُعد مهارة صعبة المنال، لا يستطيع امتلاكها وإتقانها سوى المتمرسين عليها، والمحبين لها أيضًا؛ فهي مهارة تعتمد على ثلاثة أسس: الأساس الأول: القدرة الذهنية على ترتيب الأفكار والأدلة والنتائج. الأساس الثاني: لغة الجسد المتطابقة مع طبيعة الأفكار؛ فيحصل التوافق بين الشكل والمضمون. الأساس الثالث: الرغبة التي تدفع الإنسان لمزيد من النجاح والتميز والتعلم.
وأضاف بأن نجاح الإنسان في مهمته يتطلب الإخلاص لها. ومن النماذج الوطنية التي نفخر بها الوزير عادل الجبير؛ لما يمتلكه من أدوات ومهارات الإقناع العفوي الحقيقي؛ فهو سيد كلماته عند أي حوار؛ وهذا يتطلب دراسة هذه الشخصية، واستقصاء أسباب تميُّزه وبراعته.
وأضاف بأن هذه البراعة يكمن تلخيصها في الجوانب الآتية: الجانب الأول: يتعلق بالكفاءة (النفسية)؛ فليس سهلاً أن يتحكم الإنسان في مواقف الحياة العامة التي اعتاد على تكرارها وحجمها، فكيف بمن يتحمل أسئلة واستفسارات وطرحًا إعلاميًّا، تتنوع أهدافه الكيدية والاستثارية؟ لكن ماذا تنتظر في الجهة المقابلة؟ إنه يواجه كل ذلك بهدوء، وأي هدوء، الهدوء الصادق الذي يتبعه مجموعة من الحجج والبراهين على بطلان الافتراء، أو الرد على الاستفزاز بما لا يتوقعه السائل، حتى تظن أن هناك اتفاقًا بين السائل والمجيب. ولا يمكن أن نعزوه ذلك سوى بأنه (توفيق وإلهام)
وأبان “الحمادي” بأن الجانب الثاني هو الكفاءة (الدبلوماسية). وتهفو نفوس كثير من الشباب إلى الالتحاق بالمجال الدبلوماسي، وتختلف النوايا لذلك؛ فمنهم من يريد الاحتكاك الثقافي والحضاري، ومنهم من يريد المكانة الاجتماعية في وسطه، ومنهم من يريد خدمة الوطن. واستعراض شخصية دبلوماسية متمثلة في “الجبير”، عاشت وخاضت فترات مختلفة في الحياة السياسية، يقدم دروسًا ومنهجًا ومهارات لمن يرغب في أن يسلك طريق الدبلوماسية؛ ليكون قد أعد نفسه وفق أفضل النماذج الناجحة عالميًّا.
وأبان بأن الجانب الثالث يتعلق بالكفاءة (المعرفية)؛ فليست المقدرة أن تتكلم فحسب، ولكن بماذا تتكلم؟ فهذا يتطلب توافُر المعلومات، وهي أيضًا ليست كافية للنجاح أثناء الحديث إلا إذا ارتبطت بطريقة استخدامها؛ فليس المعنى أن تتحدث وتعطي الآخر معلومات، ولكن البراعة كيف تجعل هذه المعلومات طريقًا إلى إقناع الآخر، من خلال التساؤلات الاستفهامية، فكأنك تشرك السائل في التعجب والانبهار من تصرفات الآخرين، أو تجعلهم مؤيدين لقضيتك. وهي كفاءة امتاز به الوزير الجبير، واستلهمها من الأمير سعود الفيصل -رحمه الله تعالى-.