الأخبار المحلية

أسبقية وتفرُّد.. كيف ضمنت “ذا لاين” الريادة للسعودية في إنشاء المدن الذكية مستقبلاً؟

منذ أن أطلق ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مشروع نيوم العملاق في 24 أكتوبر 2017 والعمل قائم في المشروع على قدم وساق للانتهاء من إنشاءاته المختلفة طبقًا لمراحله المجدولة. واليوم الأحد أعطى ولي العهد إشارة البدء لإنشاء مدينة “ذا لاين”، التي تعد أحد مكونات مشروع نيوم، وهي مدينة يبلغ طولها 170 كيلومترًا، مقامة في قلب الطبيعة، وتحافظ على 95 في المئة من الطبيعة داخل منطقة نيوم، وتخلو من السيارات والشوارع والانبعاثات الكربونية، أو غيرها من أشكال التلوث. كما أنها ستكون هادئة تمامًا؛ وتنعدم فيها الضوضاء.

ورغم حداثة الأساليب الإنشائية والتقنية التي تُشيّد بها المدن الذكية، فإن “ذا لاين” تنتمي إلى الجيل المقبل من المدن الذكية؛ إذ ستعتمد تقنيًّا على الذكاء الاصطناعي، والاتصالات فائقة السرعة، والروبوتات، والتقنيات المتقدمة غير المرئية في البناء والتصميم.. وستتيح المدينة لسكانها الوصول إلى مرافق الخدمات الأساسية كافة، وبينها المراكز الطبية والمدارس ومرافق الترفيه والمساحات الخضراء، في غضون 5 دقائق سيرًا على الأقدام، ولن تستغرق أبعد رحلة في المدينة أكثر من ثلث ساعة بفضل حلول المواصلات فائقة السرعة التي ستتيحها.

وتنفرد مدينة “ذا لاين” بحقيقة التوازن في إنشاءاتها وأسلوب الحياة فيها بين الإنسان والطبيعة؛ فتطورها التقني الفائق لن يكون على حساب الطبيعة، بل منسجمًا معها، بما يرتقي بجودة الحياة، ويبتعد من حيث النموذج العمراني عما عهده الإنسان في إنشاء المدن؛ إذ أُنشئت المدن في البداية -كما أشار ولي العهد- بمساحات ضيقة لحماية الإنسان، وعقب الثورة الصناعية أُعطيت الأولوية في إنشاء المدن للآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان؛ فقضى التلوث على ملايين البشر، كما أهدر الإنسان سنوات من عمره في التنقل.

ويضمن النموذج العمراني الذي ستجسده “ذا لاين” الريادة للسعودية في تشييد هذا النوع من المدن الذكية؛ إذ لم تسبقها إليها دولة أخرى. وما دامت السعودية هي واضعة أسس تشييده فسيتحول تصميمها له إلى نموذج افتراضي، يسترشد به غيرها. ولا تقتصر ريادة السعودية على السبق فحسب، وإنما تتضمن أيضًا تفرد التصميم؛ فـ”ذا لاين” تدشن مرحلة عمرانية جديدة، تحقق ما أشار إليه الأمير محمد بن سلمان من حاجة البشر إلى تجديد مفهوم المدن إلى مدن مستقبلية، وستعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية؛ فلا يُضحَّى بالطبيعة من أجل التنمية، أو تطغى على الإنسان الذي تجعل منه محورها.