الأفضل في العالم.. صندوق الاستثمارات العامة يحصد جائزة ” “Global SWF
حصد صندوق الاستثمارات العامة جائزة أفضل صندوق استثماري لعام 2020 من مؤسسة Global SWF، ما يعد تأكيداً على سعي الصندوق الدائم لأن يصبح واحداً من أكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم، وذلك بالعمل على بناء محفظة استثمارية متنوعة ورائدة من خلال الاستثمار في الفرص الاستثمارية الجذابة على الصعيدين المحلي والدولي.
وفي هذا السياق يمكن الاستشهاد بمقولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على مساهمة صندوق الاستثمارات العامة في تنمية الاقتصاد، قائلاً “أصبح صندوق الاستثمارات العامة أحد المحركات الأساسية لنمو الاقتصاد السعودي. استطعنا مضاعفة حجم صندوق الاستثمارات العامة من 560 مليار ريال الى ما يزيد عن 1.3 تريليون ريال تقريباً، وبخطى ثابتة نحو تحقيق هدف رؤية 2030 بأن تتجاوز أصول الصندوق 7 تريليونات ريال”.
وتوضح هذه الأرقام والاستراتيجية الاستثمارية إلى حد بعيد الحكمة والتخطيط السليم للاستثمارات في “الصندوق السعودي”، وهذا يتم بتوجيه وإشراف مباشر من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يرى أن الذراع الاستثمارية القوية تضمن سلامة الاقتصاد واستدامته؛ نظرًا للتنوع في الاستثمارات وعدم الاعتماد على مصدر وحيد كالنفط، كما أن شركات النفط تعمل لأعوام من أجل اكتشاف بئر من النفط، فإن أعمال صندوق الاستثمارات العامة لا تقل أهمية ولا دقة، من حيث ضرورة العمل بجهد كبير لاكتشاف الفرص الاستثمارية والشركات الناجحة التي تمثل بئرًا لا تنضب من التدفقات النقدية المستدامة، كما أن التوزيع العلمي للمخاطر في المحفظة الاستثمارية يجنب الصندوق المخاطر التي قد تنتج عن تقلبات الاقتصاد العالمي.
ويعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي واحدًا من تلك الصناديق السيادية التي لديها رؤية واضحة ويترقب العالم قراراتها، وأين سيتم توجيه استثماراتها. فالصندوق يتمتع بمصداقية عالية نظرًا لأن توجهاته الاقتصادية الصرفة والمعلنة وقراراته الاستثمارية مبررة اقتصاديًا بشكل واضح، في الوقت الذي يدير أصولاً بأكثر من 300 مليار دولار في حصص شركات عالمية كبرى.
وتأتي قيمة الجائزة من كونها صادرة عن مؤسسة عريقة ووثيقة في مجالها، وتعتبر المنصة الأولى عالميًا التي لديها بيانات مبتكرة تتابع نشاط أكثر من 400 صندوق سيادي حول العالم، في حين تقدم تفاصيل ومعلومات ورؤى حول أفضل 100 صندوق من القائمة، من حيث الحجم والنشاط الاقتصادي، والاهتمام السوقي وتوضح الاستراتيجية العامة والبيئة الكلية لبلد ما ــ والتي يطلق عليها مصطلح “شركة البلدان”، حيث يقدم تحليلاً لعمل الصناديق الاستثمارية ومدى قوتها ونشاطها. وكان مطلع عام 2021 حاملاً تتويجًا لصندوق الاستثمارات السعودي بمنحه جائزة أفضل صندوق استثماري لعام 2020م.
ووفقًا لمنصة Global SWF فإن صندوق الاستثمارات السعودي يعد من أقوى الصناديق السيادية العالمية تأثيراً، فضلاً عن المساهمات التي حققها لتنمية الاقتصاد السعودي عن طريق استثماراته في القطاعات الواعدة والمبتكرة.
وأوضحت المؤسسة أن الصندوق أصبح المحرك الرئيسي لرؤية المملكة 2030، وواحدًا من أكثر صناديق الثروة السيادية شهرة في العالم. وقالت إن حجم الصندوق نما من 150 مليار دولار في 2015 إلى 360 مليار دولار حاليًا، وذلك بفضل استراتيجيته ونهجه الاستثماري طويل الأجل. وأشارت إلى زيادة الاستثمارات الدولية للصندوق، مبينة أنها تركز على صناعات المستقبل التي تضمن عوائد كبيرة.
وقالت المؤسسة إنه في أحلك الظروف تمكن الصندوق -بفضل الله- في فترة الجائحة من تحقيق مكتسبات عديدة مستفيداً من تراجع القيم الاسمية والسوقية للشركات ومؤسسات دولية، واشتري حصصاً في شركات عالمية في مجال الطيران والمصارف وشبكات التواصل الاجتماعي والترفيه، وجاء ذلك نتيجة تأثير الصندوق عالميًا، فضلاً عن المساهمات التي حققها لتنمية الاقتصاد السعودي عن طريق استثماراته في القطاعات الواعدة والمبتكرة.
يذكر أن محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، أعلن مؤخرًا، أن عوائد الصندوق ارتفعت من 2-3% قبل عام 2016 لتتراوح حالياً بين 7% و8%.، مبيّناً أن الصندوق يهدف من الاستثمارات الأجنبية لتحقيق أهداف مالية وأهداف أخرى لدعم الاقتصاد.
وأضاف: في تصريح سابق لقناة “سي إن بي سي عربية”، أن نظرة الصندوق الاستثمارية طويلة المدى، موضحاً أن الاستثمارات الأجنبية للصندوق تمثل حالياً ما بين 25% و30% مقارنةً بنحو 2% في عام 2016م. مشيراً إلى أن حجم صندوق الاستثمارات العامة يبلغ حاليا نحو 400 مليار دولار ويطمح الصندوق للوصول إلى 2 تريليون دولار في 2030.
ويمتلك الصندوق استثمارات نوعية ومنها محلياً حصصًا ممتازة في العديد من الشركات بالسوق السعودي، حيث يملك الصندوق تقريبًا 34% من حجم السوق المالية “تداول”، ورفع حصته في “أكوا باور” لأهمية الطاقة المتجددة في أجندة الصندوق وأجندة الحكومة بشكل عام.
ويعد صندوق الاستثمارات العامة هو المساهم الوحيد والأكبر في مشروع نيوم الذي يعد منظومة كاملة مالية وتقنية واجتماعية، والذي أطلق صاحب السمو الملكي ولي العهد باكورة مشاريعه المتمثل في “ذا لاين” هو باكورة مشاريع “نيوم”.
يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة يسعى إلى أن يصبح واحداً من أكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم، وذلك بالعمل على بناء محفظة استثمارية متنوعة ورائدة من خلال الاستثمار في الفرص الاستثمارية الجذابة على الصعيدين المحلي والدولي.
ويمتد تاريخ صندوق الاستثمارات العامة في المملكة إلى أكثر من 46 عاماً ظل طيلتها رافداً اقتصادياً رائداً ومسهماً في تطوير العديد من الكيانات الاستثمارية الوطنية؛ فقد أسهم في تأسيس عدد من كبريات الشركات في المملكة منذ أن أُنشئَ في عام 1971م بموجب المرسوم الملكي رقم (م/24)، كما أسهم على مر الأعوام في تمويل العديد من المشاريع والشركات الحيوية والمشاركة فيها، مقدّماً الدعم المالي إلى المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد الوطني. وبتاريخ 1436/6/3هـ حدثت نقلة نوعية في مسيرة الصندوق؛ إذ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 270 المتضمن ربط الصندوق بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومن ثمَّ إعادة تكوين مجلس الإدارة ليصبح برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في خطوة بالغة الأهمية، منحت الصندوق صلاحيات أعم، وكلفته بمهام أشمل، وقلّدته مسؤولياتٍ وطنية استراتيجية أكثر حضوراً وأدق توصيفاً.