ماذا تعرف عن “المانجروف”؟.. توسع حكومي في دعم زراعة رئة شريان العالم
أظهر مقطع فيديو نشرته شركة “أرامكو” على حسابها في موقع تويتر مميزات أكبر منتزه لأشجار المانجروف في المملكة، والتأثيرات الإيجابية له على البيئة، وذلك من خلال أكبر متنزه مانجروف في المملكة العربية السعودية والذي يقع على ضفاف شاطئ رأس تنورة بالمنطقة الشرقية، حيث يعد وجهة سياحية ثرية ويعتبر بيئة مفضلة لأكثر من 100 نوع من الطيور المهاجرة مثل الفيوب والكروان.
وأبرز التقرير امتداد غابة أشجار المانجروف على أكثر 60 كم مربعًا وما يقوم به من دور في المحافظة على البيئة وحماية التنوع الحيوي وقدرة هذه الشجرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، إذ بإمكانها امتصاصه بما يعادل أكثر من 5 مرات من غيرها من النباتات. ويعتبر هذا النوع من الأشجار من أفضل النباتات في الحفاظ على تماسك النظام البيئي وتدعم الشواطئ ضد عوامل الانجراف والتآكل، وصد الأمواج العاتية والأعاصير.
يأتي ذلك الاهتمام في ظل جهود أرامكو لدعم البيئة وحماية المناخ. وكذلك من جهود البيئة والمياه والزراعة الوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة، وهي من أهم مستهدفات رؤية السعودية 2030م. وسبق وأعلن عن خطط وجهود متعددة لوزارة البيئة والمياه والزراعة، لإنتاج واستزراع أشجار المانجروف في البيئات المتدهورة للبحر الأحمر، حيث تم إنجاز 4 مشاتل استزرع فيها 1625000 شتلة في وسط وجنوب البحر الأحمر.
هذه الجهود انطلقت منذ منتصف العام 2019م وتشمل الصيانة والرعاية للمشاتل والزراعة الدائمة. ومن أبرز المواقع لتلك المشاريع: مشتل الشعبية بطاقة إنتاجية 385.000 شتلة، ومشتل المظيلف بطاقة إنتاجية 365.000 شتلة، ومشتل الصوارمة بطاقة إنتاجية 440.000 شتلة، ومشتل التراثية بطاقة إنتاجية 435.000 شتلة.
وبشكل عام تنتشر أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر بمساحة 20400 هكتار ويزيد طولها في الجنوب على الشمال ومتوسط أطوالها 3.5م ويصل طولها إلى 7م وتنمو غالباً على سواحل البحار والمحيطات ومصبات الأنهار والأودية الواقعة في المناطق الاستوائية والمدارية ويوجد في العالم 73 نوعًا من المانجروف تمثل 20 عائلة. يتركز نمو هذه النباتات في منطقة المد والجزر وتتميز بمقاومتها الشديدة للملوحة. وينمو نوعان من المانجروف على ساحل البحر الأحمر هما الشورة Avicennia marina والقندل Rhizophora mucronata على مساحة تبلغ نحو 132كم مربعًا، بينما ينمو فقط الشورة في الخليج العربي وتبلغ مساحته نحو 165كم مربعًا.
ويعتبر هذا النوع من الأشجار محط اهتمام عالمي لتلك الخصائص وأبرزها لكونها أهم مصادر الكربون الأزرق، بوصفه أداةً للتخفيف من حدة التغيرات المناخية وكيفية التكيُّف معها، فضلًا عن معالجة العديد من أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى أنها تسهم في تنقية الهواء من التلوث بامتصاصها ثاني أكسيد الكربون وإطلاقها الأكسجين، حيث تؤدي غابات المانجروف دورًا مهمًا في إدارة التغير المناخي من خلال قدرتها على تخزين الكربون بطريقة أكثر كفاءة، مقارنة بأنظمة بيئية أخرى مثل الغابات الاستوائية المطيرة.
تقول “أرامكو”: “لا يقتصر دورنا على توفير الطاقة والكيميائيات التي يعتمد عليها العالم، بل تقع على عاتقنا مسؤولية حماية بيئتنا الطبيعية والمحافظة عليها للأجيال القادمة. ومع توسع أعمالنا، تتوسع المبادرات التي نطلقها لضمان ترك أثر دائم على صعيد حماية الكوكب الذي نعيش فيه”.