الأخبار المحلية

إمام المسجد النبوي: أولو الألباب صحبوا العقل بإيثار الطاعة على المعصية

أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، أن الله عز وجل اجتبى من عباده المؤمنين ذوي الألباب العالِمين به وبأمره، وذكر عاقبة من تنكب سبيلهم وحاد عن طريقهم فقال (أفمنْ يعلمُ أنَّما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألبابِ الذينَ يوفونَ بعهدِ اللهِ ولا ينقضونَ الميثاقَ والذينَ يصلونَ ما أمرَ اللهُ به أن يوصلَ ويخشونَ ربَّهم ويخافونَ سوءَ الحسابِ والذينَ صبروا ابتغاءَ وجهِ ربهم وأقاموا الصلاةَ وأنفقوا مما رزقناهم سرًّا وعلانيةً ويدرءونَ بالحسنةِ السيئةَ أولئك لهم عقبى الدار جناتِ عدنٍ يدخلونَها ومنْ صلَحَ من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكةُ يدخلونَ عليهم مِن كلِّ باب سلامٌ عليكم بما صبرتم فنِعْم عقبى الدار والذين ينقضونَ عهدَ اللهِ من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر اللهُ به أن يوصلَ ويفسدون في الأرضِ أولئك لهم اللعنةُ ولهم سوءُ الدار )، فمن شرح الله صدره وأنار التصديق قلبه ورغب في الوسيلة إلى ربه لزم منهاج ذوي الألباب برعاية حدود مولاه والاتساء بهدي نبيه ومصطفاه والاستقامة على الصراط المستقيم الذي دعي إليه عباده.

وقال “بن حميد” في خطبة الجمعة اليوم: أولو الألباب هم الذين صحبوا العقل بإيثار الطاعة على المعصية والعلم على الجهل والدين على الدنيا وصحبوا العلم بقطع رغبات والخشية في الطاعات والنصح للبريات فكان العلم لهم جمالاً والعقل لهم جلالاً والفضل لهم كمالاً فاستغنوا بالافتقار إلى الله عن جميع خلق الله (والله هو الغني الحميد) أولو الألباب أهل الذكر والفكر والتضرع والخشية والخوف والرجاء وصدق الرغبة في ميعاد الوهاب وحسن المآب، (قلْ إني أمرتُ أن أعبدَ اللهَ مخلصًا له الدين وأمرتُ لأنّ أكونَ أولَ المسلمين قلْ إني أخافُ إن عصيتُ ربي عذابَ يومٍ عظيم قل الله أعبد مخلصًا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرينَ الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسرانُ المبين لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوّف اللهُ به عباده يا عباد فاتقون والذين اجتنبوا الطاغوتَ أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القولَ فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب أفمن حقّ عليه كلمةُ العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غُرَفٌ من فوقها غُرَف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الميعاد).

وأضاف: عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي وهي خالته قال فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا فَنَامَ رَسُولُ اللهِ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وعن عبيد بن عمير أنه سأل أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قال: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: «يَا عَاِئشَةُ، ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي»، قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ وَأُحِبُّ مَا يَسُرُّكَ. قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزلْ يَبْكِيِ حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزلْ يَبْكِيِ حَتَّى بَلَّ لِحيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزلْ يَبْكِيِ حَتَّى بَلَّ الأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤذِنَهُ بالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! لِمَ تَبْكِي، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَاتٌ وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ) .