أمين عام “آركو”: التعليم ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتخفيف المعاناة الإنسانية
اعتبر أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمروالصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ احتفال دول العالم باليوم العالمي للتعليم International Day of Education 24 يناير2021 تحت عنوان “إنعاش التعليم وتنشيطه لدى الجيل الذي يعاني من جائحة (كوفيد ــ 19)”؛ سانحة عظيمة لشحذ الهمم واستنهاض الجهود لتحسين معايير التعليم والقضاء على الأمية في وقت ما زال نحو 770 مليون شخص بالغ يعانون من الأمية، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة؛ الغالبية العظمى منهم من النساء؛ لافتاً بأن احتفال تلك السنة يمثل أهمية كبيرة لمواجهة ما خلفته “كوفيد ــ 19” من تداعيات وانعكاسات تمثلت في تعليق وإغلاق وتأجيل التعليم النظامي في كثيرمن دول العالم.
وقال في بيانٍ بتلك المناسبة تنشره “سبق”: “يأتي هذا الاحتفال للتأكيد على أهمية التعليم الجيد والشامل في تخفيف المعاناة الإنسانية وتوفير فرصة للجميع مدى الحياة؛ حيث إنه حق من حقوق الإنسان؛ تنص عليه المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تدعو إلى التعليم الابتدائي والإلزامي؛ ويضطلع بدور كبير في تحقيق السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم؛ وبدونه لن تنجح الدول في كسردائرة الفقر؛ وتحسين المستويات المعيشية للناس؛ فإذا كانوا متعلمين يمكنهم الحصول على فرص عمل وتطوير مهاراتهم لتوفير لقمة العيش لأنفسهم وأسرهم”.
وأضاف أن التعليم هو أحد أفضل الحلول لمختلف القضايا والأمراض الاجتماعية؛ ويمثل أهمية فاعلة في بناء المجتمعات، ويعتبر أهم عامل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؛ لكل ذلك لا بد من التعاون والتضامن الدولي من أجل دعم التعليم والنهوض به؛ وهذا لا يتحقق إلا بتطوير نظم تعليمية جديدة تواكب متطلبات العصر وتحدياته وتغيراته؛ وتوجيه مخصصات كبيرة من ميزانيات الدول للاستثمار في قطاع التعليم ليحصل جميع الطلبة على حقهم في تعليم فعّال وعادل يحدث التغيير الإيجابي في حياتهم، تعليم شامل يتوافق مع سوق العمل والتطور الاقتصادي والاجتماعي؛ ويجعلهم قادرين على مواجهة أي تحديات”.
وأضاف أن “الاحتفال بذلك اليوم يعد مناسبة لتذكير دول العالم أجمع بأزمة أبناء اللاجئين والنازحين الذين دفعتهم الصراعات المسلحة إلى مغادرة بلدانهم إلى مخيمات لا تتوفر فيها مقاعد للدراسة؛ ووفق إحصاءات رسمية هناك نحو أربعة ملايين طفل لاجئ غير ملتحقين بالدراسة لصعوبة توفيرها في مخيمات اللجوء”.
وأكد أن الأمانة العامة للمنظمة تعول كثيراً على أهمية التنسيق والتعاون الوثيق مع مكوناتها من الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات المعنية والجهات التعليمية في توسيع نطاق التعليم لأبناء اللاجئين والنازحين في المخيمات؛ من خلال مضاعفة جهود وزارات التعليم والجامعات في الدول العربية في تفعيل الشراكات فيما بينها ليتمكنوا من الحصول على الحد الأدنى من الحقوق في مجال التعليم والتدريب المهني؛ مع استثمار الحلول التقنية والرقمية لإنشاء فصول إلكترونية ومدارس افتراضية ذكية تتيح الفرص التعليمية لمن لفظتهم الحروب والصراعات خارج أسوار المدارس والجامعات في بلدانهم.
وأشار بأن الأمانة العامة للمنظمة تولي اهتماماً كبيراً بتدريب العاملين في المجال الإنساني لخدمة اللاجئين؛ فقد أطلقت من خلال مركز الاستشارات والتدريب والتطوع منصة التدريب على الإنترنت وتُعنى بنشر الدورات التدريبية التي تنظمها الأمانة العامة للمنظمة بالتنسيق مع مكوناتها من الجمعيات الوطنية؛ كما أطلقت وحدة للاستشارات وتعنى بالتنسيق بين الجمعيات للاستفادة من خدمات المتدربين في العمل الإنساني؛ إضافة لإطلاق وحدة التطوع ومنصة إلكترونية للتطوع.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت يوم 3 ديسمبر 2018 إعلان يوم 24 يناير من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للتعليم؛ كونه حقًا من حقوق الإنسان يسهم في تحقيق السلام والتنمية وإطلاق العنان للابتكار من أجل بناء مجتمعات أكثر استدامة وقدرة على الصمود؛ وبه تبنى الحضارات وتتقدم الأمم؛ وبه يتم تعزيز التعايش السلمي والترابط والتماسك، ويتم القضاء على الفقر والبطالة.