الأخبار المحلية

كيف تحولت الرياض لمركز جذب استثماري؟.. ولي العهد يكشف الإمكانات والإنجازات والخطط المستقبلية

ليس بمستغرب تحول مدينة الرياض حالياً، وكذلك في المستقبل لمركز جذب للاستثمارات، فالمدينة تمتلك إمكانات تنموية وعمرانية ضخمة، وحققت بالفعل مستويات متقدمة في رفاهية الحياة، جعلها في مصاف العواصم العالمية، ففي يونيو 2019، صنف “دويتشه بنك” الألماني الرياض في المرتبة 26 عالمياً في جودة الحياة، متفوقة على مدن: مدريد، ونيويورك، وميلان، وباريس؛ وذلك لتحقيقها نتائج متقدمة في ثمانية مؤشرات هي: الأمن، والرعاية الصحية، وتكاليف المعيشة، والقوة الشرائية، ومتوسط أسعار السكن مقارنة بالدخل، وزحمة الطرق، والتلوث، والمناخ، وفي فبراير 2020، حلّت الرياض في المرتبة الـ44 عالمياً في تقرير أكثر المدن استدامة، الذي أصدرته مؤسسة “أركاديز” المتخصصة في تصميم الأصول الطبيعية والمشيدة.

وفي سبتمبر 2020، تقدمت الرياض في ترتيب المدن الذكية في العالم 18 مرتبة؛ لتحتل المرتبة 53 من بين 109 مدن حول العالم، وفقاً للمسح السنوي الذي أجراه المعهد الدولي للتنمية الإدارية لقياس مدى رضا السكان عن الخدمات والتقنيات المتوفرة في مدينتهم لعام 2020، وإذا كان ما سبق يبين بعض النتائج التنموية المهمة التي تحققت في الرياض، فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كشف خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، اليوم (الخميس) عن القيمة العمرانية لمدينة الرياض، من خلال ثلاثة مسارات أساسية: المسار الأول، الإمكانات التي تملكها الرياض، إذ بين ولي العهد أن الرياض تشكل ما يقارب 50 في المئة من الاقتصاد غير النفطي للمملكة، وتكلفة خلق الوظيفة فيها أقل 30 في المئة من بقية مدن المملكة.

وفي مسار الإمكانات أيضاً، أوضح ولي العهد أن تكلفة تطوير البنى التحتية والتطوير العقاري في الرياض أقل بـ 29 في المئة من بقية مدن المملكة، والمسار الثاني، المشاريع التنموية والعمرانية، التي تحققت بالفعل في الرياض، إذ بين ولي العهد أن الرياض من أفضل 10 مدن في البنية التحتية في العالم، وأن البنية التحتية فيها رائعة جداً؛ بسبب ما قام به الملك سلمان فيما يزيد عن 55 سنة في إدارة مدينة الرياض والتخطيط لها، ومن المشروعات الجاري تنفيذها في الرياض، مشروع القدية، أكبر مدينة ترفيهية في العالم، الذي يقع على مساحة 334 كيلومترًا مربعًا أو نصف مساحة مملكة البحرين كما أشار ولي العهد في حديثه، ومن المشروعات العملاقة أيضاً الجاري تنفيذها أربعة مشروعات نوعية كبرى أطلقها الملك سلمان في مارس 2019، بتكلفة إجمالية 86 مليار ريال وهي: مشروع حديقة الملك سلمان، ومشروع الرياض الخضراء، ومشروع المسار الرياضي، ومشروع الرياض آرت، فضلاً عن امتلاكها لأضخم مشروع مترو سيربطها مع بقية المدن ودول المنطقة.

والمسار الثالث، الخطط المستقبلية الموضوعة لاستكمال مسيرة النهضة العمرانية والحضارية في الرياض، إذ أوضح الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة تستهدف أن تكون الرياض من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، وأن يصل عدد سكانها من 7.5 ملايين نسمة إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة في 2030، كما بين أن الحكومة ستعلن عن أكبر مدينة صناعية في العالم بالرياض، كما تخطط لإقامة برنامج الرياض الخضراء لتشجير ملايين الأشجار فيها، مما سيقلل من درجة الحرارة ومستوى الغبار، فضلاً عن إنشاء محميات ضخمة حول مدينة الرياض لتحسين الوضع البيئي للمدينة، ولفت ولي العهد خلال حديثه إلى أن المملكة ستعلن عن إستراتيجية لتطوير الرياض كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، وكمحصلة للمعطيات الواردة في المسارات الثلاثة، من الطبيعي أن تتحول الرياض إلى مركز للاستثمار، وذلك ما أوضحه ولي العهد بجلاء للعالم بأن “كل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكّنات لخلق وظائف، وخلق نمو في الاقتصاد، وخلق استثمارات وخلق العديد من الفرص”.