قارنها بـ3 دول كبرى.. تجربة “السنيدي” ووالدته في مركز اللقاح: ظننت أننا أخطأنا!
روى الكاتب التربوي صالح بن عبدالعزيز السنيدي، تجربته خلال زيارة مركز تلقّي لقاح فيروس كورونا في مدينة الرياض، استجابة لموعد والدته لتلقي اللقاح منذ أيام؛ حيث فوجئ بحجم الاهتمام والاستقبال الكبيرين لكل الزوار، كما لو أنه مقرّ احتفال أو مناسبة، إضافة إلى الخدمات المقدمة من وزارة الصحة لتسهيل عملية تلقّي اللقاح.
وتناول “السنيدي” عبر مقال له، تجربة اللقاح في السعودية بالمقارنة مع آلية تلقي اللقاح في عدد من دول العالم مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي اضطرّ كبار السن فيها إلى الوقوف في طوابير طويلة ولساعات للتمكن من تلقي اللقاح، خاتمًا مقاله بمقولة: “هذا وطني فليرني كل منكم وطنه”.
وإلى نص المقال:
“في مساء يوم الأربعاء الموافق ١٥ جماد ثاني من العام ١٤٤٢ للهجرة، جاء موعد أخذ اللقاح كوفيد ١٩ لوالدتي متع الله بها. خرجنا من المنزل وحرصت على أن نذهب مع السائق تفاديًا للزحام وخشية عدم وجود مواقف للسيارة.
توجهنا على بركة الله ووصلنا مركز معارض الرياض مقر أخذ اللقاح، تبعنا اللوحات ودخلنا عند البوابة من يرحب ويقول: يا هلا، يا مرحبا بكم، ظننت أننا أخطأنا الطريق وأننا دخلنا مقر احتفال أو صالة أفراح، لكنني تأكدت من خلال شعار وزارة الصحة الذي يرتديه مَن يرحب بنا، دلنا على الطريق، توجهنا، فإذا موظف آخر عند النقطة الأخرى يرحب بنا ترحيبًا أشدّ وأحرّ من الذي قبله، ويقول: والدتنا تحتاج عربية لنساعدها.
قلت له: نعم، قال: تفضل مع هذا الاتجاه، توجهنا مع الاتجاه المحدد فإذا بعدد من أبنائنا عند البوابة يرحبون ويدعون لنا بالسلامة ومعهم العربيات، تفضلي يا أمي استريحي يا أمي، جلست والدتي على الكرسي وقالو: نأخذها عنك، شكرتهم وقلت أنا سأتولى ذلك، صعدنا المصعد فتح الباب فإذا في استقبالنا أبناء وبنات هذا الوطن.. البشاشة والابتسامة والترحيب والدعاء يسبق منهم كل عمل وإجراء.
أخذوا الموعد من خلال الباركود وتأكدوا من البيانات وألسنتهم لا تكف عن الترحيب والدعاء. استلمنا ورقة الدخول للتطعيم، انتظرنا قرابة ٣ دقائق فقط خرج الرقم على الشاشة لنا باللون الأخضر، توجهنا مع المسار المحدد وفي جنبات الطريق لا نسمع إلا حياكم الله ما تشوفون شر، قدامك العافية يا أمي.
في غرفة التطعيم تمت الإجراءات المعتادة، انتهينا من التطعيم وجهونا لغرف الانتظار؛ لأنه يلزم البقاء ١٥ دقيقة قبل المغادرة وفي غرفة الانتظار.. عن ماذا أتكلم؟ النظافة، الماء، العصير، الراحة، ولسان حال الجميع يقولون أنتم عزيزون علينا ونخدمك ونحن في سعادة وفرح.
وبينما أنا في الانتظار.. فجأة أخذني التفكير وسافرت بالطائرة ونزلت بي الطائرة في بلد العراقة بريطانيا، سألتهم أين مركز لقاح كوفيد ١.. لم أجد جوابُا.. انتظر وابحث لعلك تجد من يساعدك.
غادرت بي الطائرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نزلت في أكبر وأقوى دولة في العالم، سألتهم نفس السؤال: أين مركز لقاح كوفيد ١٩؟ قالوا: انظر هناك، قلت أين؟ قالوا: ألا ترى ذاك الطابور الطويل من كبار السن على الرصيف؟ قلت: بلى، قال: قف معهم لعلك تحصل على اللقاح.
غادرت بلادهم وذهبت لبلد العطور والزهور فرنسا.. ولم أجد من يجيبني على سؤالي.. في هذه الأثناء دخل الموظف وقال: أمي تفضلي خلاص انتهت ١٥ دقيقة، بإمكانكم المغادرة، هل أنت بخير؟ أمورك طيبة؟.. قالت: الحمد لله، قال: قدامك العافية يا أمي.
قبل الخروج سألوني: تحتاجون شيء؟، قلت لهم: نعم أريد أن أطلب منكم طلبًا، أن تكتبوا هذه العبارة في كل مكان: (هذا وطني فليرني كل منكم وطنه)”.