تنبع روعة الرؤية التصميمية “كورال بلوم” لجزيرة شريرة، الجزيرة الرئيسية بمشروع البحر الأحمر، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أمس، من الانسجام التام للتصميمات الإنشائية بما تشمل من منتجعات وفنادق وشواطئ مستحدثة وبحيرة جديدة وملعب جولف، ومطار دولي، وغيرها من إنشاءات، مع مكونات الطبيعة التي تحفل بها جزيرة شريرة، والانسجام بما يعنيه من تمازج وتناسب وتداخل بين المكونات الأصلية والإنشاءات المستحدثة، يبرهن على أن التصميمات تمثل إضافة ساحرة إلى ما تتمتع به الجزيرة من أجواء آسرة.
وتمازج التصميمات مع مكونات البيئة الأصلية للجزيرة، يثير مجموعة أسئلة مهمة عن الجهة المصممة لـ”كورال بلوم”، وهي شركة “فوستر وشركاه”، فمتى أنشئت هذه الشركة؟ وما نهجها في التصميمات التي تبتكرها؟ وما المشروعات التي نفذت تصميماتها في العالم؟ وفي الإجابة عن هذه الأسئلة، تُعرف الشركة بنفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “شركة عالمية للعمارة المستدامة والهندسة العمرانية والتصميم الصناعي”، وأسسها المهندس المعماري نورمان فوستر في عام 1967، في العاصمة البريطانية لندن، ثم توسعت الشركة وأنشأت لها مكاتب في عدد من دول العالم بينها الولايات المتحدة وألمانيا.
ابتكرت شركة “فوستر وشركاه” عشرات التصميمات المعمارية لمنشآت مختلفة الطابع عبر العالم منها، مركز سينسبري للفنون البصرية في جامعة إيست أنجليا في نورتش في بريطانيا عام 1978، ومطار لندن ستانستد، في بريطانيا عام 1991، ومترو بلباو في إسبانيا عام 1995، وبرج البنك التجاري بفرانكفورت في ألمانيا عام 1997، ومطار هونج كونج الدولي، في هونج كونج عام 1998، وجسر ميلو في اليونان، وهو أعلى جسر في العالم عام 2004، ومبنى المحكمة العليا الجديد، في سنغافورة عام 2005، وبرج هيرست في مدينة نيويورك، بالولايات المتحدة عام 2006.
وصممت “فوستر وشركاه” أيضاً، مطار بكين الدولي في الصين عام 2008، ومطار هيثرو البوابة الشرقية في بريطانيا عام 2013، من المشروعات التي صممتها في الدول العربية، مطار الملكة علياء الدولي، في الأردن عام 2005، ومدينة مصدر في أبو ظبي، في الإمارات العربية المتحدة عام 2007، وهي أول مدينة تعتمد على الطاقة النظيفة والمتجددة في العالم، وأربع محطات للسكك الحديدية في مشروع قطار الحرمين للسكك الحديدية السريعة، في السعودية عام 2015، ومجمع مجدي يعقوب العالمي للقلب في القاهرة الذي سينتهي إنشاؤه في 2025، والملاحظ في هذه التصميمات المعمارية تنوع طابعها، وتوزعها على دولة كثيرة في العالم بينها دولة كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا والصين.
