باحثون وإعلاميون: غلق المساجد احترازياً يجسد رسالة المملكة في الحرص على صحة المصلين
أشاد عدد من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين بالجهود التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بإغلاق عدد من المساجد مؤقتاً للمحافظة على سلامة وصحة المصلين حال وجود إصابات بفيروس كورونا لمرتاديها، مؤكدين أن هذه الإجراءات تتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على الأنفس وتجسد حرص الوزارة على تحقيق رؤى القيادة الرشيدة.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ”سبق”، إن قرارات إغلاق المساجد وفرض بروتوكولات صحية على مرتادي المساجد بالمملكة وتكثيف البرامج التوعوية عبر الوسائط الإلكترونية للتصدي لخطر كورونا محل تقدير من الجميع لأعمال الشؤون الإسلامية.
في البداية، قال البروفيسور فارس بن قليل العنزي أستاذ واستشاري المناعة الطبية بجامعة الأمير سطام بالخرج إنه حينما دعا نبينا صلى الله عليه وسلم لأخذ أسباب السلامة في عدم الخروج من البلد المطعون أو استقبال مرضى به، وكذلك نشر ثقافة العطاس والنظافة العامة، هي مناقب مهمة وجب العمل بها وثبتت فعاليتها بتدريسها بكليات الطب العالمية وخاصة بمجال مكافحة العدوى.
وأضاف “العنزي” بأن ما قامت وتقوم به وزارة الشؤون الإسلامية مشكورة في دعوة المصلين لأخذ الاحتياطات اللازمة هي طاعة للشارع ونبينا ولولي الأمر، والتي تشمل ارتداء الكمامات وغسيل اليدين بشكل منتظم والتباعد الجسدي بين المصلين، وفي ذلك أمل كبير في دفع الوباء وتجنب انتشاره بين الناس، بينما يتحقق رفع الوباء كلياً بالدعاء والتوبة والاستغفار.
من جهته، نوه عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ محمد بن علي العبداللطيف، بما تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من جهود كبيرة في توعية المجتمع من الآثار السلبية حال التفريط من القيام الاحترازات الوقائية من وباء كورونا.
وأشار “العبداللطيف” إلى أن العناية بالمساجد ومتابعة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار كورونا بالإضافة إلى الأعمال والبرامج الدعوية المتنوعة تأتي في إطار الدور الريادي الذي تضطلع به الوزارة للحفاظ على سلامة المجتمع، والشراكة المجتمعية مع كافة الجهات الحكومية لما فيه مصلحة البلاد والعباد وتحقيقاً لتوجيهات القيادة حرسها الله.
بينما أشار الإعلامي محمود حميد إلى أن اتباع التعليمات لتطبيق الإجراءات الاحترازية الصادرة من الجهات المختصة للحد من انتشار الفيروس واجب شرعي حيث أكد الشرع الحكيم على حفظ الأرواح والنفس، مضيفاً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تقوم بعمل جبار من خلال فروعها في المناطق في متابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية لسلامة مرتادي بيوت الله، سائلاً الله له التوفيق ولكافة الجهات التي تعمل على حماية البشرية من الجائحة.
بدوره، أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وخطيب بوزارة الشؤون الإسلامية بمحافظة بقيق الشيخ ناصر محمد الهاجري، بالقرارات التي اتخذتها وزارة الشؤون الإسلامية ومنها منع البرامج الدعوية وتحويلها عن بعد حماية لمرتادي بيوت الله ولتحقيق التباعد الجسدي، مبيناً أن الوزارة حرصت على حياة الناس وصحتهم والدعوة ولله الحمد قائمة وميسرة عبر الوسائط الإلكترونية.
وبين “الهاجري” أن الشريعة الإسلامية جاءت بحفظ الأنفس وصيانتها وسد الذرائع المفضية للوقوع فيما يعرضها للخطر ومن ذلك فيروس كورونا الذي أثبت الأطباء انتشاره بين الناس بالتقارب.
وأوضحت الكاتبة الصحفية بصحيفة البلاد نيفين عباس أن قرارات وزارة الشؤون الإسلامية وافقت مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على النفس مع ما يمر به العالم من ظرف استثنائي خطير بعد تفشي فيروس كورونا، مبينة أن التباعد الجسدي وعدم المصافحة ولبس الكمامة أمر ضروري للسلامة من انتشار الوباء.
وأضافت “عباس” أن قرارات الشؤون الإسلامية جاءت موافقة لما ارتأته القيادة الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لمجابهة الفيروس وهي أولى الخطوات التي تغلق باب الإرجاف والتشتت؛ وحماية النفس ونهيها عن ما يضرها والمسارعة إليه لتحقيقه قولاً وعملاً؛ فالإيمان والتكاتف في الأزمات والتعاون سنداً وركيزة للإنسان يواجه بها غوائل الدهر بعيداً عن أن تتحكم به الهواجس وتمضي به الشطط.
ودعت “عباس” الجميع إلى التعاون والتقيد بالإجراءات خاصة في المساجد التي تشهد أعداداً كبيرة، مؤكدة أن السعي من أجل إعمار الأرض من جديد أمر حتمي ومن أشكال البر والتقوى؛ بعد انحسار مظاهر الحياة في صور افتقرت للعديد من النعم التي لم نستشعرها إلا متأخراً.
من جانبها، أكدت طبيبة مركز اللقاحات بالرياض الدكتورة ندى بنت أحمد البوعليان أن لأئمة المساجد دور كبير في توعية المصلين بأهمية الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة عامة والصحة خاصة، عبر منابر الجوامع، منوهة بجهود وزير الشؤون الإسلامية في توجيهاته السديدة التي من شأنها توصيل رسالة للمجتمع بأن بقاء المساجد آمنة بيد المصلين وبالتزامهم واهتمامهم.