الأخبار المحلية

كاد أن يموت.. مصوِّر سعودي يحكي كيف واجه الكوبرا العربية.. وهذا حلمه الأكبر

كادت تلدغه الكوبرا العربية أثناء التقاطه صورًا مثيرة لها في جنوب السعودية إلا أن تلك الخطورة التي تحيق بسعد آل مداوي يوميًّا في تصوير الحياة البرية في السعودية ليست إلا مجرد حافز له لمواصلة توثيق وتصوير اللحظات الطبيعية الفريدة، والحياة البرية في صحراء السعودية.

ينطلق “آل مداوي” يوميًّا بحثًا عن لقطة جديدة، وسرًّا مثيرًا من أسرار الطبيعة، يضيفها إلى سجله التوثيقي للحياة البرية في السعودية، وهو مفعم بشغف لا ينتهي، ومحاط بكنوز طبيعية هائلة، تزخر بها البيئة السعودية، غير أنه في طريقه المفعم بالحماس يواجه صعوبات جمَّة، تصل في بعض الأحيان إلى خطر الموت!

مواجهة الكوبرا

يحكي المصوِّر السعودي الشاب لـ”سبق” كيف واجه الكوبرا العربية في مواجهة هائلة على قمم جبل منعاء في محافظة تنومة بمنطقة عسير، وهي تلك المواجهة التي كاد أن يفقد فيها حياته بعد أن هاجمته الأفعى السامة، وقفزت على كاميرته عقب أن استفزها حضوره غير المتوقع إلا أن العناية الإلهية، ثم خبرة “آل مداوي” في التعامل مع تلك الزواحف الخطيرة، منعت من حدوث الفاجعة.

يقول المصور الشاب: “كان والدي يعمل -كعادته اليومية- في مزرعتنا في جبل منعاء، وشاهد الأفعى تتجول في محيط المكان. ولعلمه المسبق باهتمامي بتصوير الثعابين قام بالاتصال بي لإبلاغي بوجود الضيف الثقيل؛ فتوجهت إليه فورًا”.

ويضيف: “استعنتُ بخبرتي في تصوير الكوبرا بحذر شديد نظرًا لخطورتها الشديدة، وطولها الذي يبلع نحو مترين، ولكن بمجرد ملاحظتها لي هاجمتني بشدة، ثم قفزت على إحدى كاميراتي، ولاحقتني محاولة النيل مني، إلا أني استعنت بأخي لإلهائها، ومن ثم استطعت التقاط بعض الصور واللقطات المثيرة لها، بالرغم من محاولاتها التي لم تنتهِ للدغي، قبل أن تفر هاربة متسلقة إحدى الأشجار”.

خطورة هائلة وجهد كبير

ويعترف “آل مداوي” بالصعوبة الكبيرة التي تواجهه أثناء تصوير مقاطع الحياة الفطرية، سواء بسبب خطورتها على حياته، أو لحجم الجهد والوقت اللذين ينفقهما في الترقب والرصد المستمر لظهورها، والتقاط أفضل الصور والمقاطع التي تجد صداها لدى متابعيه.

وفي هذا الصدد يقول: “لا يوجد ما هو أصعب من تعب وعناء الترقب قبل ضغط زر التصوير؛ لأنني حريص جدًّا على أن آخذ اللقطة في الوقت المناسب للظهور بأجمل صورة، والتقاطها”.

ويردف: “لا شك أن أصعب ما يواجهني في هذا العمل هو تصوير وتوثيق الأفاعي والثعابين للخروج بلقطات وثائقية احترافية. وبالرغم من شغفي وحبي لتوثيق هذه الكائنات إلا أنها أصعب وأخطر ما أقوم به في عملي هذا إلا أنها المفضلة لدي”.

ويتابع: “أيضًا هناك لحظات ساحرة جدًّا بالرغم من صعوبتها، ولكنها تستهويني كثيرًا، وهي توثيق لحظات تكوُّن الضباب وتجمُّعه؛ فهذه اللحظات تكون في الغالب للناظر لحظة فقط حالمة وساحرة، ولكنها تأخذ مني الوقت والجهد والانتظار حتى تخرج بهذه الصورة الجمالية”.

الحلم الأكبر

تمتاز منطقة عسير بعدد من المواقع والمناظر الطبيعية الخلابة، والتضاريس المتنوعة؛ وهو ما يجعلها بيئة مثلى للعديد من الحيوانات النادرة، وهو الأمر الذي يستهوي المصور الشاب في تلك المنطقة؛ فأخرجت عدساته أجمل اللقطات للحياة الفطرية والبرية في المنطقة.

وعبّر “آل مداوي” عن حلمه بالتنقل خارج السعودية لتوثيق أفضل اللحظات في البرية.. ويقول في هذا الصدد: “أكثر المناطق التي ألتقط فيها صوري ومقاطعي الطبيعية أو الوثائقية هي منطقة عسير جنوب السعودية بسبب عيشي في هذه المنطقة، وأيضًا ما تشتمل عليه هذه المنطقة من جمال الطبيعة، وكثرة تنوع الحياة الفطرية فيها. ولم يسبق لي أن ارتحلت لخارج السعودية لتوثيق مثل هذه اللقطات إلا أنني أعتبره حلمًا أو أمنية، أتمنى أن أحققها قريبًا”.

ولكن ليس الارتحال إلى الخارج للتصوير هو الحلم الوحيد أو الأكبر للمصور الشاب؛ فحلمه الأكبر يتمثل في التعاون مع الجهات المنوط بها حماية الحياة البرية في السعودية، والجهات المسؤولة عن السياحة والترويج لكنوز السعودية؛ لصناعة مشروع توثيقي، يبرز جمال الطبيعة في السعودية.. لافتًا بقوله: “لدينا كنوز فطرية وبيئية عظيمة في بلدنا؛ يجب الاهتمام بها، وإبرازها”.

ويذكر “آل مداوي” أخيرًا أن “السعودية بلد كبير ومتنوع التضاريس؛ وبالتالي تتنوع فيه الحياة البرية. ونحن المواطنين علينا المحافظة على هذه الكنوز حتى تستمر وتزدهر أكثر. أبسط ما يمكن للفرد فعله هو المحافظة على مكان ما يسمى بـ(الكشتة) نظيفًا. نحن نعيش في بلد عظيم من حيث التنوع في الطبيعة وجمالها وسحرها.. فضلاً عن تنوع الحيوانات التي لا تزال تعيش في كهوفها ووديانها. هناك نباتات لم يتم اكتشافها حتى الآن، وأتمنى كثيرًا أن يكون هناك اهتمام أكثر بالطبيعة والحياة البرية في السعودية”.