الأخبار المحلية

وزير الطاقة: تعديلات الإنتاج التاريخية التي اتخذناها خففت أثر صدمة جائحة كورونا

قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: إن تعديلات الإنتاج التاريخية التي اتخذها الدول المنتجة من منظمة “أوبك” والدول المنتجة من خارجها، كانت قد أتبعت بالدعم الكبير الذي توصلنا إليه في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الطاقة لدول مجموعة العشرين، تحت قيادة رئاسة المملكة للقمة في أبريل من العام الماضي.

وأضاف أن تلك التعديلات خففت أثر صدمة جائحة كوفيد-19، معززة أمن الطاقة واستقرار الأسواق ونحن الآن في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه العام الماضي، لكني أحذر، مرة أخرى من التهاون؛ فمستوى عدم اليقين عالٍ جداً، وعلينا أن نكون شديدي الحذر، فالحذر هو ما تعلمناه من أحداث العام الماضي القاسية.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال الدورة الـ11 لندوة منتدى الطاقة الدولية، ووكالة الطاقة الدولية، ومنظمة “أوبك”، حيث قال: إن هذه الندوة الثلاثية الأطراف هي نتيجة العمل الجماعي المتفاني الذي تقوم به الفرق المتميزة في هذه المنظمات الثلاث، لذلك أود أن أشكر لزملائنا في منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة العالمي، عملهم الدؤوب والتزامهم.

وأضاف وزير الطاقة يقول: حدث الكثير منذ اجتماعنا الأخير في فبراير من العام الماضي. حينها، كنا قد تمكنا من الاجتماع وجها لوجه إذ كنا في المراحل الأولى من هذه الأزمة التي أعلنت لاحقا عنها منظمة الصحة العالمية بأنها جائحة.

وتابع: من كان يعتقد وقتها أننا بعد عام سنجتمع عن بُعد بدلاً من أن نجتمع في مقر منتدى الطاقة العالمي في الرياض؟ هذا يُظهر لنا كيف أنه كان من المستحيل توقّع هذه الأحداث. ومع ذلك، فإنكم تتذكرون أنني في كلمتي خلال الاجتماع العام الماضي، حذرت من الأثر المحتمل لهذه الجائحة على أسواق البترول، وشددت على الحاجة إلى اليقظة والتحرك وقلت حينها إن الجائحة كانت كبيت يحترق، وأننا كنا أمام خيارين: إما محاولة إخمادها بخرطوم مياه، أو استدعاء فرقة الإطفاء.

واستطرد: بالرغم من أن تلك الكلمات قيلت في ظل قاعدة تشاتم هاوس، فإنها انتشرت انتشاراً واسعاً. وتظهر النتائج منذ ذلك الحين أن رأي المملكة بالاستعانة برجال الإطفاء المحترفين كان هو الصواب، وتطلب الأمر بعض الوقت ليقتنع الآخرون بهذا الرأي، وحينئذ كنا بحاجة إلى عدة فرق إطفاء.

وواصل: المباراة ما زالت تُلعب، ومن المبكر جداً الاحتفال أو إعلان أي انتصار على الفيروس، فلم يطلق حكم المباراة صافرة النهاية بعد. دعونا نأمل أن نطبق ما استفدناه من دروس العام الماضي، من تلك الدروس أن محاولة التنبؤ بالمستقبل، حتى القريب منه، غير ذات جدوى، وأن أفضل ما علينا عمله هو أن نزيد من استعدادنا ومرونتنا، مدركين أن العمل الجماعي هو الطريق المثالي لمواجهة التحديات القادمة.

وفي هذا الصدد، فإن الحديث عن عدم جدوى التنبؤ موجه أيضاً إلى أولئك الذين يحاولون توقع تحرك دول اتفاق أوبك بلس، وأقول لهم: لا تحاولوا التنبؤ بما لا يمكن التنبؤ به.

وكشف وزير الطاقة أن نماذج التنبؤ طويلة الأجل مفيدة جداً للتعبير عن عالم معقد، والحصول على تحليل عميق، مما يعين على عملية التخطيط بعلم وبموضوعية أكبر. لكن علينا أن نكون على بصيرة بمحدودية تلك النماذج، وأن ندرك أن توقعات اليوم سيتضح أنها خاطئة في المستقبل، مشيراً إلى أن هذه النماذج تعتمد اعتماداً كبيراً على الافتراضات التي تبنى عليها، وليست قادرة على مراعاة الأحداث غير المتوقعة.

وأفاد أنه إذا استحضرنا إلى الأذهان الأزمة المالية العالمية عام 2008م، والأحداث الجيوسياسية الكثيرة التي زعزعت استقرار الأسواق والحركة التجارية، والجائحة التي أخلت بالنشاط الاقتصادي وحياة البشر، ولم يستطع أي من النماذج أن يتنبأ بمثل هذه الأحداث المفصلية، لكن ما تظهره هذه النماذج هو مستوى عدم اليقين العالي، وأهمية التكيف مع بيئة لا يمكن التنبؤ بها وتعزيز المرونة في مواجهتها كما أن هذه النماذج تظهر مدى التحديات التي نواجهها، والواقع الذي يحتم علينا العمل الجماعي للتعامل مع تلك التحديات.

منطقة المرفقات