تمتلك 4500 مزرعة.. “الليث” تصدّر “الحبحب العثري” لمناطق المملكة والخليج
تشتهر محافظة الليث بزراعة محاصيل الحبوب كالذرة والدخن ومحصول السمسم، كغيرها من المحافظات الساحلية بمنطقة مكة المكرمة، إضافة إلى محصولها الأشهر على مستوى الليث وهو محصول “الحبحب” الذي يُزرع “عثرياً” على مياه السيول والأمطار.
وبرع المزارعون في زراعته وإنتاج أكبر أحجامه نتيجة الخدمة الزراعية والخف والتوسيف لمنع هبوب الرياح مستخدمين إمكانياتهم المحلية من السعف وكذلك تشتمل الخدمة على دفن المحصول ما يعطي فارقاً في التلوين التي يقبل عليها المستهلكون للحبحب.
وأوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس سعيد جار الله الغامدي أن محافظة الليث تمتاز بمنتجات الزراعة المطرية بنكهة طبيعية يسميها المزارعون “بالعثري”؛ لأنها لا تعتمد على الري التقليدي، كما أنها تخلو من الأسمدة الكيماوية وتكتفي بسقيا الأمطار.
ويبلغ عدد المزارع بالمحافظة أكثر من 4500 مزرعة حيث تمتاز المحافظة بكبر مساحتها الممتدة من طفيل شمالاً وحتى حفار جنوباً وصولاً إلى الشرق، حيث تحدها محافظة الطائف ومنطقة الباحة، وتتخلل المحافظة أودية كبيره تعتبر من أشهر أودية تهامة، وهي: وادي الليث ووادي الشاقة الشمالية ووادي الشاقة الجنوبية، وكذلك أودية عيار ووادي يلملم وسعيا ووادي مرخ والصربة، إضافة إلى روافد وادي الليث مثل ذرا وتسبح وقطنا وسلبة والمستنقع وأتانا وبيرين وجدم، وغيرها من الأودية التي تسيل مياهها وتصب أغلبها في البحر الأحمر، وفي طريقها تجلب الطمي والتربة الخصبة، التي تتوزع فيها أراضي المزارعين على جنبات هذه الأدوية.
وقال “الغامدي”: إن الحبحب يُزرع ويجود في الأراضي الخبتية والطينية بالمحافظة حيث يزرع في طفيل والمجيرمة والشواق وحفار والوسقة وغميقة وعيار ووادي الليث.
وبيّن “الغامدي أن ما يميز الزراعة العثرية هو كون المنتج يعتبر عضوياً إلى حد كبير، إذ تتم الزراعة في الأراضي البكر دون إضافة أسمدة ويقتصر الرش على رش الآفات القارضة فقط، ومعظم المزارعين لا يلجؤون إلى المكافحة الكيميائية.
وأشار إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تدعم التنمية الريفية عموماً والزراعة البعلية على وجه الخصوص، وقد أولت القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً؛ بالقطاع الزراعي حيث قُدم الدعم للمزارعين من قروض ودعم الجمعيات التعاونية الزراعية، والذي يأتي من باب دعم المزارعين وتشجيعهم على الإنتاج وتشجيع الزراعة العثرية والتنمية في هذا الوطن المعطاء ما أسهم في رفع الإنتاج حتى أصبحت المنتجات والصادرات السعودية الزراعية تنافس على مستوى العالم، نظراً لتوفر مقومات الإنتاج الزراعي حيث الأراضي الخصبة وتوفر موارد المياه، متطلعاً بإذن الله تعالى إلى مواسم زراعية متنامية في المنطقة.
ولفت الغامدي إلى نجاح “مهرجان الحبحب العثري الأول بالليث” والذي حقق نجاحاً باهراً، إلا أنه توقف بسبب جائحة كورونا.، ومن المتوقع أن يكون إنتاج هذه السنة أكثر من الاعوام الماضية بسبب الأمطار التي شهدتها المحافظة خلال الشهرين الماضيين، ولهذه الوفرة في حجم المعروض من البطيخ الأحمر أو ما يسمى محليا بـ ” الحبحب ” بمختلف أنواعه سيقابلها حركة شرائية نشطة، حيث تقام على هذا الإنتاج الوفير أسواق ومزادات مثل: سوق حفار، وسوق طفيل، وسوق الوسقة، وسوق المجيرمة.
وتجرى وسط آلية تنظيم تنتهجها الجهات المختصة لتحقيق معايير السلامة العامة ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا في المحافظة.
ويقدر حجم المبيعات اليومية وفقاً لزيادة العرض والطلب، وتبدأ عملية التسويق في الصباح الباكر عبر مزاد علني في سوق الجملة، في حين يستمر سوق التجزئة لفترة المساء مستعيناً في مبيعاته على الطلبات المنفذة بواسطة التطبيقات المرخصة وخدمة التوصيل للمستهلك.
وتصطفّ السيارات المحملة بما جادت به أراضي المزارعين من إنتاج لتُباع، ومن ثم يصدر إنتاجها إلى المحافظات والمدن الأخرى مثل جدة ومكة والرياض والشرقية وكذلك دول الخليج.
جدير بالذكر أن هناك فوائد عديدة لفاكهة الحبحب لصحة جسم الإنسان؛ فهو يحتوي على مواد مضادة للأكسدة؛ لاحتوائه عناصر البروتين، والكالسيوم، والحديد، والصوديوم، والمغنيسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم والتي بدورها تحمي جسم الإنسان من الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى فائدة تقليل ترسب حمض البوليك في الدم وتخفيف الكولسترول في الدم.