الأخبار المحلية

قصة اختطاف أحمد زكي يماني من مقر “أوبك” وصدور أوامر بإعدامه من رئيس دولة عربية

شهدت العاصمة النمساوية فيينا في ديسمبر عام 1975 عملية إرهابية خطيرة، باختطاف وزراء النفط لدول منظمة “أوبك”؛ من بينهم وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الأسبق أحمد زكي يماني؛ وذلك على أيدي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ووفقاً للمعلومات التي ذكرها عددٌ من الوزراء المختطفين لوسائل الإعلام، فإن الهجوم المسلح تمّ على مقر منظمة “أوبك” خلال الجلسة الختامية من قِبل 6 أشخاص؛ منهم الإرهابي الفنزويلي إلييتش راميريز سانشيز؛ الشهير بكارلوس الثعلب (اعتنق الإسلام عام 1975)، واثنان فلسطينيان، وواحد لبناني، وفتاة ألمانية، وشخص سادس غير معروف.

احتجاز 60 رهينة في مقر “أوبك”

وتمّ احتجاز ما يقارب 60 رهينة من بينهم وزراء النفط، في حين قُتل في مقر انعقاد الاجتماع أحد حرّاس الأمن؛ إضافة إلى أحد أفراد الوفد الليبي، وآخر من الوفد العراقي، وقام كارلوس الثعلب؛ بتقسم الوزراء إلى ثلاثة أقسام: دول صديقة، وأخرى عدوة، وثالثة محايدة، وطلب من السلطات النمساوية بث بيان عبر الإذاعات؛ ليعلن فيه الدعم للقضية الفلسطينية، إضافة إلى توفير طائرة وحافلات عدة؛ لاستكمال الخطة بالانتقال ومَن معه برفقة الرهائن إلى المطار.

واستمرت عملية الاختطاف ما يقارب 46 ساعة، حيث تمّ نقل الوزراء وعدد آخر من وفود الدول عبر حافلة إلى مطار مهجور، حيث كانت تقف إحدى الطائرات، وتمّ الإفراج عن جميع الرهائن باستثناء وزراء الدول ومَن ينوب عنهم.

هبوط طائرة المختطفين في الجزائر

وهبطت الطائرة في الجزائر، حيث تمّ السماح لوزير النفط الجزائري بالنزول، ومن ثم توجّه الخاطفون إلى ليبيا، حيث تمّ السماح بإطلاق سراح وزير النفط الليبي، ومن هناك فكّر الخاطفون في التوجّه إلى اليمن، ومن ثم العراق، إلا أنه تمّ التوجّه إلى تونس.

ورفض المسؤولون في تونس هبوط الطائرة، وتمّ إغلاق مدرج المطار؛ لتعود الطائرة للهبوط في الجزائر، حيث تمّت المفاوضات مع المسؤولين الجزائريين الذين نجحوا في إقناع الخاطفين بالإفراج عن جميع الرهائن مقابل مساعدات مشروطة.

إعدام أحمد زكي يماني

في أحد التصريحات الإعلامية التي أدلى بها منفّذ العملية كارلوس الثعلب؛ بعد القبض عليه عام 1994 في السودان، وتسليمه إلى فرنسا، أكّد أنه كانت لديهم أوامر تنص على إعدام وزير البترول والثروة المعدنية أحمد زكي يماني؛ في نهاية العملية، مشيراً إلى أن القرار صادر من ثلاث جهات، هي: دولة عربية، وتنظيمان عضوان في منظمة التحرير الفلسطينية.

وأعلن كارلوس؛ في المقابلة أن التخطيط والتنسيق المركزي والإدارة السياسية والعسكرية لعملية احتجاز وزراء منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك” رهائن في فيينا (1975) كانت من مسؤوليته المباشرة، مضيفاً أن الفكرة كانت قد صدرت في الأصل عن رئيس دولة عربية؛ تعرف السلطات الأمريكية هويته جيداً؛ رافضاً الكشف عن اسمه.