مقولة خالدة وقرارات حاسمة .. ماذا فعل الملك فهد لتحرير الكويت؟
تحل غداً (الخميس) الذكرى الـ60 لليوم الوطني لدولة الكويت، الذي تحتفل خلاله باستقلالها عن بريطانيا عام 1969، ومثلما حدث في كل السنوات السابقة فإن المملكة تشارك الكويت هذا العام الاحتفال بيومها الوطني، ومن مظاهر ذلك إصدار مركز التواصل الحكومي في وزارة الإعلام الشعار الإعلامي الموحد لمشاركة السعودية في الاحتفاء بـاليوم الوطني للكويت، الذي تضمن عبارة “تاريخ راسخ”، التي تشير إلى ما تتمتع به العلاقات السعودية الكويتية من عراقة وعمق تاريخي على امتداد مسيراتها، وكل محطاتها المهمة.
فتاريخ العلاقات بين السعودية والكويت يعود إلى عام 1891، عندما حل الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبد العزيز، ضيوفًا على الكويت، قبل 11 عاماً من استعادة الملك عبد العزيز الرياض سنة 1902، وعلى امتداد هذا التاريخ البالغ 119 عاماً شهدت العلاقات محطات مفصلية حاسمة في تمتين هذه العلاقات وترسيخها، منها مساندة السعودية للكويت في حرب تحريرها من الغزو العراقي، التي تكللت بالنجاح في 26 فبراير عام 1991، ليواكب التحرير الذكرى السنوية للاحتفال باليوم الوطني للكويت في 25 فبراير.
فخلال هذه الأزمة المريرة لاحتلال الكويت التي استمرت قرابة سبعة أشهر، لعب الملك فهد بن عبد العزيز دوراً محورياً وفاعلاً في تحرير الكويت، وقد بدأ هذا الدور مبكراً منذ نشأة التوترات بين العراق والكويت، واستشعار المملكة في مرحلة منها وجود نوايا سيئة لدى الرئيس العراقي صدام حسين تجاه الكويت، فعمل الملك فهد على احتواء التوترات وتهدئتها، وتلاشي ما قد ينجم عن تصاعدها من تداعيات خطيرة، فدعا إلى عقد مباحثات عراقية كويتية في مدينة جدة 31 يوليو 1990، لكنها لم تسفر عن نتائج إيجابية، وجرى تعليقها في الأول من أغسطس دون أي اتفاق، ليتفاجأ العالم باحتلال العراق للكويت في الثاني من أغسطس بعد ساعات من تعليق المباحثات.
وبعد أن وقعت الكارثة، أعلن الملك فهد رفضه القاطع للغزو العراقي للكويت، وقال مقولته الخالدة: “الحياة والموت واحد بيننا، بعد ما احتلت الكويت، وبعد ما شاهدت بعيني ماذا جرى للشعب الكويتي، ما في كويت وما في سعودية، في بلد واحد، يا نعيش سوا يا ننتهي سوا، وهذا القرار الذي اتخذته لا يوجد أي سعودي إلا واتفق معي على نفس القرار، يا تبدأ الكويت والسعودية، يا تنتهي الكويت والسعودية”، وقرن الملك كلامه بالأفعال فأصدر عددًا من القرارات الحاسمة؛ منها أمره بحشد القوات السعودية في مواجهة الجيش العراقي، واستضافة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح والحكومة الكويتية في المملكة، كما أمر بتوفير سكن للعائلات الكويتية النازحة وتكفل المملكة برعايتها بالكامل.
وأجرى الملك فهد اتصالات عربية ودولية تمخضت عن تشكيل التحالف الدولي لتحرير الكويت الذي ضم في إطاره 30 دولة، اشتركت في شن عملية تحرير الكويت، التي عرفت بـ”عاصفة الصحراء”، التي تكللت بالنجاح وعودة الكويت إلى شعبه، وخلال هذه الأزمة العصيبة جسدت المملكة ممثلة في الملك فهد أصدق المواقف والقرارات المعبرة عما تعنيه وحدة المصير التي تربط الشعبين السعودي والكويتي، وتجلت أسمى معاني التضامن والتآزر والدعم اللامحدود بكل أشكاله المتنوعة، ويستحضر جميع الكويتيين والسعوديين كل هذه المواقف والمعاني كل عام خلال الاحتفال باليوم الوطني الكويتي الذي يواكب أيضاً ذكرى تحرير الكويت من الغزو العراقي.