“الآغا”: في زمن كورونا.. الأطفال أهملوا الغذاء الصحي والرياضة بسبب الألعاب الإلكترونية
أطلق أستاذ الغدد الصماء وسكري الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا، تحذيراً جديداً من زيادة أوزان الأطفال بسبب انشغالهم بالألعاب الإلكترونية على الأجهزة الذكية، والتوجه نحو تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على الدهون والسعرات الحرارية، دون ممارسة أي نشاط رياضي يسهم في المحافظة على أوزانهم التي تتفق مع أطوالهم.
عدم ممارسة الرياضة
وقال “الآغا”: إنه للأسف بدأنا نلاحظ زيادة أوزان الأطفال بشكل أكبر منذ بدء جائحة كورونا من خلال تشخيص حالات الأطفال، وبالتقصي عن حالة الطفل نجد أنه لا يمارس أي نشاط رياضي، ويقضي جل وقته على الأجهزة الذكية، ويتناول كثيراً من الأطعمة السريعة والجاهزة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسعرات، والتي مع مرور الوقت والحياة الخمولية تتركز في الجسم وتبدأ ملامح الفرد تتغير تدريجياً، إذ تبدو السمنة عليه، كما أن كثيراً من الصفات السلوكية تتغير مثل عدم قدرته على الجري أو المشي بسرعة، مع ضعف لياقته البدنية، بجانب الأضرار الجسدية المرضية الأخرى.
الإلكترونيات والمخاطر المرضية
ونبّه البروفيسور “الآغا” إلى أن الدراسات والأبحاث أكدت وجود علاقة بين الألعاب الإلكترونية والسمنة والتعرض لمختلف الأمراض، ومن ذلك التأثير على صحة العين، مما يتسبب في إصابتها بالإجهاد، ويؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات؛ ومنها قصر النظر، الإصابة بالسمنة الناتجة عن قلة الحركة -كما أشرت- التعرض لآلام الكتفين والرقبة ومفاصل اليدين التي يشعر بها الطفل، ضعف الانتباه والتركيز للأطفال، ما يؤثر على التحصيل الدراسي الشعور بالصداع، ويعد ذلك من أبرز المشكلات الصحية التي تصيب الأطفال نتيجة الألعاب الإلكترونية، بجانب الأضرار النفسية والسلوكية والتي تتمثل في قلة تفاعله مع الآخرين وقد يميل للانطواء، وعدم خوض أنشطة تنمي مهاراته مما يؤثر على قدراته في المستقبل، بالإضافة إلى ضعف التحصيل العلمي، تؤدي الألعاب الإلكترونية إلى العنف والعصبية الزائدة لدى الأطفال، وهذا لوجود العديد من الألعاب العنيفة التي تجعل الطفل أكثر عدوانية، بجانب إدمانه على الألعاب الإلكترونية، ما يجعل من الصعب التخلي عنها.
النوم غير الصحي
واستدرك “الآغا” أن معظم الأطفال ومع قضاء أوقاتهم وراء الأجهزة أهملوا النوم الصحي من خلال السهر لساعات طويلة، وهو ما يترتب عليه الكثير من الإشكاليات ومنها: تأثيرات على النمو، إذ يساعد النوم جيداً على نمو الطفل وتطور الدماغ لديه بصورة أفضل، وخاصة نوم الليل، وبالتالي فإن الحرمان من النوم جيدا يعوق تطور الصحة العقلية والبدنية لديه. الشعور بالتعب والإرهاق، فعندما ينام الطفل في وقت متأخر، فغالباً لا يحصل على قسط كافٍ من النوم، ليستيقظ في الصباح ويشعر بالتعب، مما يؤثر على حالته المزاجية وقدراته لأداء مختلف الأنشطة اليومية والتفاعل مع الآخرين، كما يمكن أن يعتاد الطفل على السهر والنوم لفترة طويلة نهارا، مما يضيع جزءاً كبيراً من اليوم، الذي يمكن أن يستفيد به الطفل.
وأشار إلى أن النوم لوقت طويل له تأثيرات سلبية عديدة على الجسم، ويمكن أن يؤدي إلى آلام الرأس والشعور بالتوتر، وبجانب ذلك الإصابة بالأرق؛ نتيجة اعتياد السهر، مما يصعب على الطفل النوم بشكل طبيعي في الليل، ويمكن أن يعاني من صعوبة النوم ويبقى مستيقظاً لوقت طويل، حتى يتمكن من الاستغراق في النوم، وهناك إمكانية لحدوث اختلال النظام الغذائي، إذ يحتاج الطفل إلى الحصول على التغذية الصحية والمتكاملة، وفي حالة النوم متأخرا، فإن النظام الغذائي لديه يتغير، حيث إنه لا يحصل على وجبة الإفطار في موعدها، ويمكن أن يستيقظ في موعد الغداء، وبالتالي يفتقد القيمة الغذائية للإفطار، كما أن السهر يزيد من فرصة الإكثار من تناول الطعام ليلاً، وخاصة الأطعمة غير الصحية التي يفضلها الأطفال، مما يسبب زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
تجنب معايرة الطفل
وشدد البروفيسور “الآغا”، في ختام حديثه على ضرورة توجيه الأبناء نحو إدارة واستثمار الوقت في المفيد، وعدم إضاعته كله وراء الأجهزة الإلكترونية، مع ضرورة حثهم على ممارسة الرياضة واختيار نوع الرياضة حسب العمر، مع التأكيد على أهمية دور الآباء في معالجة أبنائهم الذين يعانون من زيادة الوزن؛ إذ إن الأسلوب الخاطئ المتبع من معظم الأسر هي توبيخ الطفل، وهذا لا يفيد في إنقاص وزنه بل يزيد معاناته، مما يستوجب ضرورة الاستعانة بأخصائي التغذية لوضع برنامج صحي لتخفيف وزنه، وتعزيز احتياجاته للعناصر الغذائية.