أقلام حرة

توطين الوظائف القيادية مطلب وطني

لا يخفى على أي مواطن مخلص مدى سيطرة الأجانب على الوظائف القيادية والتنفيذية والإشرافية فيه وفي القطاع الخاص مجرد دخولك إحدى الشركات في بلادنا الغالية إلا و تتفاجئ وتسأل نفسك هل أنا في المملكة العربية السعودية؟! من هول ما تشاهده من إحتكار الأجنبي للوظائف القيادية وسوف تندهش كثيرا عندما تشاهد بأم عينيك بأن
المدير الاقليمي أجنبي!
مدير المنطقة أجنبي!،
مدير المبيعات أجنبي!
مدير المشتريات أجنبي!
مشرف المبيعات أجنبي!
المحاسب أجنبي!

وفي المقابل يقف شعر رأسك من هول الصدمة عندما تشاهد السعودي يعمل في وظيفة مراسل! حارس أمن!
أمين صندوق! سائق!

وإن وجد موظف سعودي بوظيفة قيادية يكاد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، فكم هو محزن ومؤلم أن تصبح هذه الوظائف القيادية متاحة للأجنبي في بلادنا برواتب تتجاوز العشرة آلاف ريال وربما أكثر غير البونص النصف سنوي والسنوي،العمولات الشهرية،الحوافز الأخرى،بالإضافة إلى سيارة آخر موديل على حساب الشركة، وتأمين صحي للموظف وعائلته، وتذاكر سفر سنوية، كم أنت مسكين أيها السعودي تتعلم وتكافح وتجتهد لتحصل على الشهادات والدورات وفي النهاية وظيفة براتب ثلاثة آلاف ريال! وهذا الأجنبي ربما البعض منهم يحمل مؤهل مزور، أو دورات وخبرات مزورة! كما نشاهد ونسمع في وسائل الاعلام ونقرأ في الصحف المحلية بين وقت وآخر، فنحن جميعا لسنا ضد سعودة الوظائف الدنيا وإتاحة الفرص لجميع أبناء الوطن ، فليس كل مواطن يحمل مؤهل جامعي أو شهادات عليا، لكن لماذا لا تبدأ السعودة من أعلى الهرم إلى أسفل الهرم؟! فهذه الوظائف القيادية لا تحتاج إلى معجزات ليسيطر عليها الأجنبي، الشباب السعودي قادر على أن يثبت للجميع أنه مثال للإبداع والتميز والتطوير والتخطيط متى ما أعطي الفرصة والوظيفة والراتب الذي يناسب مؤهلاته وخبراته، وهناك تجارب ناجحة في قطاعات مثل البنوك وشركات الإتصالات والسياحة والتي تحرص على توطين الوظائف القيادية مما جعلها تشهد نمواً متزايداً من خلال القيادات السعودية الناجحة، بالإضافة إلى توطين أنشطة بيع وصيانة الجوالات حيث أثبث شباب الوطن جدارتهم في أعمالهم وحققوا نجاحات باهرة في هذا المجال الذي كان محتكراً على الجنسيات الوافدة لسنوات طويلة.ا

وقفة؛

الكثير حدثوني عن مشكلة باتت تغزونا بعنف في الوظائف القيادية في القطاع الخاص
حيث يقوم هذا المدير الأجنبي الذي يبدأ بالتمسكن حتى يتمكن، ثم يبدأ بتعيين أبناء جلدته في مناصب قيادية مع تهميش المواطن ونقل صورة سلبية للإدارات العليا عن أداء عمله الوظيفي ليتم فصله، أو نقله إلى عمل آخر وإحلال أجنبي في مكانه بالإضافة إلى إحتكار بعض الأقسام في الشركات فتجد قسم خاص لجنسية معينة، وقسم خاص لجنسية أخرى، وقسم وقسم، من دون أي متابعة من بعض رؤساء تلك الشركات في مقابل إستهداف أرزاق المواطنين وتشويه سمعة الشباب بأنهم لا يمتلكون ثقافة العمل الجاد ونقل ذلك للمسؤولين في الإدارات العليا بصورة كسول غير منضبط، غير جاد، متقاعس، غير منتج!

خاتمة؛

لكي ينجح التوطين لابد من سعودة الوظائف القيادية والتنفيذية والإشرافية في القطاع الخاص وخاصة الشركات الكبرى ثم بعد ذلك سعودة الوظائف الدنيا، أما ما نشاهده اليوم فهو العكس تماما حيث الحرص علي سعودة الوظائف الدنيا وغض الطرف عن سعودة الوظائف القيادية والتنفيذية والإشرافية حيث تعطى هذه المناصب للأجنبي الذي ربما يكون عاطلاً في بلاده ويهمش فيها المواطن الذي هو في بلده أولى من الأجنبي بجميع فرص العمل في القطاع الخاص.

“الشباب السعودي” كان لهم الفضل بعد الله عز وجل بنجاح كثير من الشركات الرائدة العالمية، مثل أرامكو وسابك وغيرها كثير، فلا يعجزه قيادة شركات القطاع الخاص بوجه الخصوص.. من الأمن الوطني السعودي أن تتسعود القيادات العليا جميعها؛ لكي نقضي على البطالة” د. حمزة الزير.

ودمتم بود…

 

كتبه : حمود بن عوض الحيسوني