الأخبار المحلية

استشاري أمراض الجهاز الهضمي للأطفال يحكي تجربته مع “كورونا”

كشف استشاري أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، الدكتور عبدالرحمن الحسيني، جانبًا من تجربته مع فيروس “كورونا”، عبر حسابه الشخصي، بعد أن تماثل للشفاء من فيروس كورونا ومعاناته الشديدة مع الفيروس، التي استمرت لمدة 12 يومًا.

وقال “الحسيني”: ‏لم أعرض من قبل جانباً من حياتي الخاصة للعامة ولم أكن لأشكو لغير الله ولكن وجدت في تجربتي مع “كورونا” دروساً مستفادة فأحببت مشاركتها لكم، ف‏مع فيروس كورونا عشت أنفلونزا لم أعهدها سابقًا مع الفيروسات الموسمية، سواءً من ناحية شدة الاعراض أو مدتها وتمثلت في حرارة مستمرة وصداع شديد لا يوقفهما مسكن، مع فقدان لحاستي التذوق والشم وفقدان للشهية للطعام وغثيان، مما أدى إلى خسارة خمسة كيلوجرامات من الوزن خلال 12 يومًا.

وأضاف: غادرت كورونا بعد أن تركت بعض الارتدادات الجانبية كالخمول وضيق النفس مع أي جهد وتركت مثل “الغمامة” على أعلى الرأس تمنع التفكير التحليلي.

وأردف: كل هذا حدث وأنا لست من الفئة عالية المخاطر، لذلك لا يغتر أحدكم بقوة جسمه، يجب الأخذ بأسباب الوقاية والحصول على اللقاح والالتزام بالاحترازات الصحية.

وتابع: هذه الأمراض والأسقام بالنسبة لنا ولا شك هي شر، ولكن في غمرة هذه المحنة منحا كثيرة وليس ذلك إلا للمسلم! كيف ذلك؟ مرض المسلم كله له خير فالله يذهب بالمرض خطايا عباده ويرفع به الدرجات وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.

‏وقال “الحسيني”: المريض يعيش فترة ضعف وانكسار أثناء مرضه، فإذا بهذا العبد يعود ضعيفاً بعد قوته، ومريضاً بعد صحته وينيب إلى الله، وتستيقظ النفس اللوامة ويندم على ما فرط في جنب الله لذلك فإن الله يبتلي بالمصائب والأمراض لعل الناس يرجعون، وقال الله تعالى: {ولقد ارسلنا الى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يتضرعون}، وكثيرا من الناس يتوب إلى الله في مرضه، ويرجع إلى ربه في ضعفه، اما غير المسلم فلا يدري لماذا مرض وما هي الحكمة من المرض ولا يحتسب أجراً ولا يرجع إلى الله.

وأضاف: في لحظات شدة المرض يبدأ الانسان في استرجاع شريط الذكريات لعله يجد في الرصيد عملا صالحا أو خبيئة صالحة يتوسل بها إلى الله لكشف الضر، فيقول يا ربي: قد كنت طائعا لك في رخائي قبل شدتي، فهنيئًا لمن كانت له خبيئة يدخرها وقت المسألة وشدة الحاجة.

وأردف: في حال المرض، ربما يعودك الصديق أو يتصل بك مرة أو مرتين ولكن تبقى الزوجة والولد والبنت مصاحبين لك، لا ينفكون عن خدمتك والعناية بك ويسهرون على راحتك، لذلك احرص على أن يكون أهل بيتك هم محور اهتمامك، ومن تقضي معهم جل وقتك أثناء الرخاء حتى تنال الخيرية (خيركم، خيركم لأهله).

وتابع: عندما يعيش الطبيب دور “المريض” فلا شك أنها تجربة مؤثرة تجعل الطبيب يراجع نفسه ويسأل: هل تعاملت كما يجب مع المرضى ومنحتهم ما يستحقون من اهتمام وإصغاء وعطف؟

واختتم حديثه بالقول: ‏هذه الفوائد من مرض المسلم هي ما يدركه فهمي القاصر وإلا فإن الفوائد و الحكم أعظم وأجل، ولا يحيط بها إلا الله الرحيم بعباده الحكيم في تصرفاته. و‏أسأل الله أن يكتب الشفاء لجميع مرضى المسلمين وأن يجعل موتى أمة محمد من كورونا في عداد الشهداء. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.