لا تتعكر بمغرض أو تتأثر بهزّات..”الرياض- واشنطن” علاقة وثيقة بركائز راسخة
ترتبط الولايات المتحدة الأمريكية مع المملكة بعلاقة استراتيجية وثيقة عنوانها المصالح والتوازنات، فلا يمكن اضطرابها أو تأثرها بأي ظرف حتى وإن حاول المغرضون تعكير صفو هذه الشراكة الثنائية التاريخية.
فعلى مدار سنوات ومع تغير الإدارات الأمريكية احتفظت السعودية بحلفها القديم مع واشنطن، فهي علاقة لا ترتبط بقدوم رئيسٍ من أي حزب أمريكي أو رحيل الآخر، بل علاقة واسعة تضم مؤسسات الدولة وتحمل مكاسب قوامها الشراكة التجارية والنفطية وقوة المملكة في سوق الطاقة وحضورها الاقتصادي التي تسنّمت بها مجموعة العشرين، والأدوار التي تضطلع بها ومكانتها في العالم العربي والإسلامي ودورها المحوري كلاعب رئيس في المنطقة وجنوح سياساتها الخارجية للهدوء وترجيح صوت العقل ومراعاة مصالح الشعوب.
وتتغلب المصالح المشتركة دائماً عند الحديث عن الجانبين، فالإدارة الأمريكية تنظر للرياض كشريك أمني وركيزة مهمة في منطقة الشرق الأوسط الذي تموج به التوترات فأصبح على صفيحٍ ساخن من التجاذبات وتشكل قوى وذوبان بعضها، وسط تهديدات إيرانية وأذرعها الدموية كجماعة الحوثي وحزب الله وسقوط عواصم عربية في قبضة العنف.
وتُدرك إدارة الرئيس الأمريكي الجديد خطورة الأنشطة التي تقوم بها طهران من تأجيج الصراع ودعم الإرهاب، وهذا ما ذهب إليه الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في مكالمته مع الملك -حفظه الله- وقبلها في تعليقاته الصحافية التي أكد فيها وقوفه مع السعودية ضد الاعتداءات المتكررة، فعند الحديث عن العلاقات بين الدولتين لا يمكن أن تكون بنظرة عاطفية تشوبها الاصطفافات وإن مرّت الصداقة ببعض الهزّات لكن السمة الأبرز فيها التماسك والتوازن.