كما تعاملت أمريكا مع مذنبي سجن “أبو غريب”.. هذا ما فعلته السعودية في حادث خاشقجي
تؤمن السعودية قيادة وشعبًا بأن حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية داخل تركيا كان مؤسفًا ومؤلمًا؛ لأنه وقع لمواطن سعودي بريء نتيجة أخطاء ارتكبها أفراد، اجتهدوا من تلقاء أنفسهم في التعامل مع الضحية دون الرجوع لمسؤوليهم؛ فكانت النتيجة وفاته بهذه الطريقة المؤلمة.
كما تؤمن السعودية بأن خطأ هؤلاء الأفراد ليس حكرًا على السعودية دون سواها؛ وإنما هو خطأ من الممكن أن يقع من أي أشخاص، وفي أي وقت، وفي أي دولة، كبيرة كانت أو صغيرة، ولكن يبقى الفيصل بين دولة وأخرى هو آلية التعامل مع هذا الخطأ بالطريقة المناسبة لتعزيز الحق، وترسيخ العدل لجميع المواطنين بلا استثناء، ولو كانوا من فئة المعارضين.
سجن أبو غريب
ويتقارب حادث مقتل جمال خاشقجي كثيراً مع حادث مماثل له، وقع في السجن الأمريكي داخل العراق، إبان الحرب الأمريكية العراقية، عندما ارتكب ضباط أمريكان تجاوزات داخل هذا السجن، أفضت إلى مقتل عدد من العراقيين وتعذيبهم بطرق وحشية ومُهينة، هذا التصرف كان عملاً فردياً من المذنبين بالتعذيب، لم يعلم به المسؤولون الأمريكان، ولا حتى الرئيس الأمريكي آنذاك (جورج بوش الابن)، ولكن عندما أوصلت الصحافة هذه التجاوزات إلى المسؤولين الأمريكيين، اتخذوا قرارهم بتقديم المذنبين إلى المحاكمة، وصدرت أحكام ساعدت على تهدئة الرأي العام العالمي الغاضب، وهذا ما فعله قادة المملكة بالضبط في حادث خاشقجي.
فعندما أثبتت التحقيقات أن مقتل خاشقجي وقع نتيجة أخطاء بعض الأفراد، لم يشأ ولاة الأمر أن يمر هذا الحادث دون عقاب رادع للمذنبين الحقيقيين، فبادرت المملكة ـ طوعاً منها ـ بتقديم هؤلاء إلى المحاكمة، لنيل جزائهم، بشكل علني وصريح وشفاف وعلى الملأ، وبالفعل، أعلنت النيابة العامة ـ آنذاك ـ صدور أحكام نهائية تجاه المتهمين بمقتل الصحفي، طالت 8 أشخاص مدانين، واكتسبت الصفة القطعية؛ طبقاً للمادة (210) من نظام الإجراءات الجزائية.
أحكام بالسجن
وأعلن المتحدث للنيابة العامة أن هذه الأحكام وفقاً لمنطوقها بعد إنهاء الحق الخاص بالتنازل الشرعي لذوي القتيل، تقضي بالسجن لمدد بلغ مجموعها 124 سنة، حيث قضت الأحكام بالسجن 20 عاماً على 5 من المدانين حيال كل فرد منهم، و3 من المدانين بأحكام تقضي بالسجن لعشر سنوات سنوات لواحد منهم، و7 سنوات لاثنين، وأصبحت هذه الأحكام نهائيةً وواجبة النفاذ، طبقاً للمادة (212) من نظام الإجراءات الجزائية.
وأثمرت هذه الأحكام عن شفاء غليل المواطنين وغير المواطنين حول العالم، الذين عبروا عن استيائهم من مقتل خاشقجي بهذه الطريقة البشعة، ورأوا أن المملكة انتصرت للرجل ولأهله أيضاً.