في سادسة “الشارع السعودي”.. أمن المعلومات وخصوصية الفرد على الطاولة
كخطوة ترتكز على وفاء الإنسان السعودي لمن يستحقون الإخلاص، ومن برنامج يفرض رتابة صارمة بمعالم ثابتة، تشهدها قناة رسمية، خرج المذيع خالد العقيلي، الإعلامي المعروف ومقدم برنامج الشارع السعودي الذي يعرض كل خميس على القناة السعودية الأولى، عن النص المرسوم لبرنامجه، وكسر القاعدة بذكاء الإعلامي المحترف ووعيه بكيفية استغلال النوافذ والأبواب، مهنئًا شعب دولة الكويت الشقيقة، التي تزامن موعد بث حلقته مع عيدهم الوطني الـ60 وعيد التحرير.
واستهل “العقيلي” حلقة، كان من المقرر لها أن تكون ضمن الحلقات ذات الأهمية القصوى نظير بحثها في أهم ملفات العصر من الناحية الأمنية وحماية المعلومات الشخصية، بمقطع للفنان الكبير عبد المجيد عبد الله في حب الكويت، قال فيه: “أنا سعودي وأحب جاره.. عزيزة وغالية بقلبي.. عطتني الطيب ومقداره.. خذت تقديري وحبي”، في رسالة تحكي عن تقارب الشعبين والدولتين، مستضيفًا في الوقت ذاته الشاعر الكويتي عبد العزيز الفدغوش، الذي بادل السعودية الحب والوفاء.
وللحديث عن العنوان الرئيس للحلقة السادسة من الموسم الأول لبرنامج الشارع السعودي فقد اقتحم البرنامج أحد أكثر الملفات تعقيدًا، كيف لا وهو الذي تسبب بخصومات سياسية كبرى بين دول عظمى؛ لكونه يرتكز على خصوصية الفرد بالدرجة الأولى، والأمن القومي للدول بالدرجة الثانية.
ودخلت الحلقة في دهاليز ما يعرف بـ”أمن المعلومات” المرتبطة بالأفراد، وذلك من خلال المحافظة وحماية البيانات الشخصية، وتلك المرتبطة بأمن المعلومات التي لا يرغب الشخص في اطلاع العامة عليها من باب الخصوصية الفردية التي غدت إحدى ركائز الحقوق الفردية.
وعرجت الحلقة على الإرادة الشعبية العالمية، التي أثنت شركة واتس آب العالمية عن قرارها قبل أشهر، الذي حاولت من خلاله فرض اطلاعها على بعض الخصوصية الفردية للمستخدمين، إلا أن تلك الإرادة دفعت الشركة للعدول عن قرارها، وذلك من منطلق وعي المجتمعات بالخصوصية الشخصية.
وطالب أحد محاور الحلقة بضرورة أن تضطلع الأسرة بدور كبير وذي أهمية في مراقبة الطفل، والوقوف دون دخوله لمواقع إلكترونية قد تحتوي على ما يكرس لما هو ضد الطبيعية، كالإرهاب والإلحاد، وغير ذلك، والابتعاد عن الأخلاقيات التي أسستها العملية التربوية الأسرية.
وعرجت الحلقة السادسة من برنامج الشارع السعودي على أن حماية البيانات الشخصية تعد ركيزة من ركائز الحقوق الفردية للحفاظ على الخصوصية، وهو الأمر الذي يعتبر حقًّا فرديًّا للجميع، وليس منة من أحد. بينما أسهب ضيوف الحلقة في شرح الفروقات بين الحماية الرقمية والبرمجيات الخبيثة وبرامج التجسس وأمن المعلومات وحمايتها والأمن السيبراني؛ الأمر الذي قد يكون حائلاً أمام ما يمكن أن يوصف بالتهديدات الأمنية المواكبة للتطور، التي تتشكل عبر هجمات تتعرض لها مواقع إلكترونية، سواء كانت عامة أو خاصة أو حتى حكومية.
ويعد ملف أمن المعلومات من أكثر ملفات العصر أهمية، لارتباطه المباشر بحياة الأشخاص وخصوصيات الفرد، وهو الأمر الذي منحه أهمية مطلقة دون سواه، ويجد اهتمامًا من وسائل الإعلام الرصينة، التي تبحث عن حلول يمكنها صد التجاوزات المتشكلة عبر هجمات واختراقات للخصوصية الفردية.