دور إنساني غير مسبوق.. كم بلغت قيمة المشاريع الإغاثية السعودية المنفذة في اليمن؟
تواصل السعودية جهودها الإغاثية الضخمة، في تلبية الاحتياجات الإنسانية العديدة للشعب اليمني، الذي يعاني صنوف التنكيل والإيذاء على أيدي متمردي ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، وأحدث ما قدمته المملكة في هذا الصدد، تبرعها اليوم (الاثنين) بمبلغ ٤٢٠ مليون دولار أمريكي؛ لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية، التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن عام 2021، وذلك خلال مشاركتها بمؤتمر المانحين لليمن 2021، الذي ترعاه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد، وعقد افتراضياً عبر الاتصال المرئي في نيويورك بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس.
ولا يمثل هذا الدعم سوى حلقة في سلسلة حلقات من الدعم السعودي السخي، الممتد على تاريخ العلاقات بين البلدين، والذي تركز في شكل إغاثي منذ بداية الأزمة اليمنية قبل زهاء الست سنوات، عندما استولى المتمردون الحوثيون على السلطة الشرعية في أوائل 2015؛ حرصاً من المملكة في تخفيف حدة المعاناة الإنسانية لليمنيين الناجمة عن الانقلاب، وقد بلغت القيمة المالية للمساعدات المقدمة من المملكة لليمن خلال 5 سنوات الأخيرة فحسب 17 ملياراً و300 ألف دولار أمريكي، منها 2 مليار دولار أمريكي دعماً للبنك المركزي اليمني، ومساعدات مقدمة لليمنيين داخل السعودية بمبلغ 8 مليارات و133 مليون دولار.
ولا يقتصر دعم المملكة على مجال واحد، فبحسب البيانات السابقة، فإنها تتولى تمويل مجالات عديدة على علاقة مباشرة بتخفيف معاناة الشعب اليمني، ومن بينها المجال الإغاثي، الذي وجهت إليه المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ٣ مليارات و٥٠٠ مليون مليار دولار، تمثل حجم الإنفاق على المشروعات الإغاثية المنفذة في اليمن، التي بلغ عددها حتى شهر فبراير الماضي ٥٧٥ مشروعاً، وهو ما يعكس قوة التزام السعودية في النهوض بدورها الإغاثي، الذي لم يسبقها إليه أحد، ولم تنافسها فيه أي دولة أخرى، على امتداد سنوات الأزمة، التي تسبب فيها الحوثيين.
وسينفق الدعم الأخير البالغ ٤٢٠ مليون دولار أمريكي ضمن خطة الاستجابة الإنسانية المعلنة من الأمم المتحدة في تلبية الاحتياجات والخدمات الأساسية للمواطنين اليمنيين، من خلال التعاون مع الهيئات والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية المتخصصة، بالنظر إلى الظروف بالغة التعقيد والسوء، التي يتعرض لها الشعب اليمني، جراء إصرار الحوثيين على الاستمرار في شن الحرب، وتصعيدهم العسكري ضد مدينة مأرب التي لجأ إليها الآلاف من النازحين وتفشي وباء كورونا، وعرقلة الحوثيين لإيصال المساعدات الإنسانية ونهبهم لشحناتها والمتاجرة بها، وهو ما يفاقم من تبعات الأزمة على اليمنيين، ويعكس في الوقت نفسه قيمة تجاوب المملكة مع هذه الظروف القاسية لتخفيف أعبائها عن الشعب اليمني.