مختص: مرضى الكلى المزمنة عُرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بـ”كورونا”
يصادف غدًا 11 مارس من كل عام، مناسبة اليوم العالمي للكلى، وهو فرصة للتوعية بهذه الحالة المرضية. الوعي مهم على وجه الخصوص؛ لأن الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة والمصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هم عُرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بمرض خطيرة.
وتمثل أمراض الكلى المزمنة الخسارة التدريجية لوظائف الكلى؛ حيث تعمل الكلى على تصفية الفضلات والسوائل الزائدة من الدم، ثم تفرز بعد ذلك في هيئة بول، وعندما تصل أمراض الكلى المزمنة إلى مرحلة متقدمة يمكن أن تتراكم مستويات خطيرة من السوائل والفضلات في جسمك.
الإحصائيات الدقيقة حول انتشار أمراض الكلى المزمنة في الدول العربية محدودة للغاية، لكن تلك البلدان فيها انتشار كبير لعوامل الخطر لهذه الحالة المرضية، كما يقول نعيم عيسى، دكتور الطب اختصاصي زراعة الكلى في مايو كلينك في مدينة روتشستر.
ويُعد مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة من عوامل الخطر الرئيسية؛ حيث يقول الدكتور عيسى: إن مرض السكري وفرط ضغط الدم هما السببان الرئيسيان لأمراض الكلى المزمنة في جميع أنحاء العالم وفي معظم الدول العربية.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى: التدخين، وأمراض القلب، والتاريخ العائلي للمرض، والشيخوخة، وبنية الكلى غير الطبيعية. كما يمكن أن يتسبب التدخين في تلف الكلى وتفاقم تلف الكلى.
ويشير الدكتور “عيسى” إلى أن الكشف عن الحالات المزمنة أمر ضروري، وكذلك فحص أمراض الكلى المزمنة لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
ويمكن أن تقلل إدارة الحالات المزمنة من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة. ويمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين وخسارة الوزن أيضًا في الوقاية من أمراض الكلى.
ويضيف الدكتور عيسى قائلًا: “في الشرق الأوسط والمناطق ذات الطقس الحار الأخرى، من المهم أيضًا شرب كمية كافية من الماء للمساعدة في الوقاية من مشاكل الكلى. يجب أن يتناول البالغون 2 إلى 3 لترات من الماء يوميًّا للحفاظ على صحة الكلى. ومن المهم تعزيز ثقافة الترطيب الجيد بين البالغين والأطفال”.
ويمكن أن يكون للمراحل المبكرة من أمراض الكلى المزمنة أعراض قليلة.. في وقت لاحق يمكن أن تشمل الأعراض الغثيان والقيء وفقدان الشهية والتعب ومشاكل في النوم وتغيرات في إخراج البول. وأحيانًا يعاني الناس من ضيق النفس وتورم القدمين والكاحلين وتشنجات وتقلصات عضلية مؤلمة وحكة مستمرة وألم في الصدر.
ويركز علاج أمراض الكلى المزمنة على إبطاء تقدم تلف الكلى. حيث يحتاج بعض الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة في نهاية المطاف إلى غسيل الكلى ويفضل القيام بعملية زراعة الكلى.
ويناقش الدكتور “عيسى” أبحاث الزراعة الحديثة؛ بما في ذلك عملية زراعة الكلى من متبرع حي، وهي عملية الزراعة من متبرع بإجراء جراحي لإزالة عضو أو جزء من عضو من شخص حي، ووضعه في شخص آخر لم يعد العضو يعمل لديه كما يجب. ويُعتبر التبرع بالكلى من مانح حي هو أكثر عمليات الزراعة شيوعًا لهذا النوع.
والنوع الثاني هو التبرع المتطابق بالكلى، فبالنسبة للتبرع بالكلى غير المتطابقة، قد لا يتوافق المانحون والمتلقون في عملية الزراعة. لكن المانح من هذا الزوج قد يتوافق مع متلقٍّ من زوج آخر.
وحدد “عيسى” مؤشرات في كلى المانح، وهي -وفق باحثي مايو كلينك- سمات بنائية مجهرية قد تشير إلى بعض القابلية طويلة الأمد للإصابة بأمراض الكلى المزمنة لدى البالغين الأصحاء.
وحدد أيضًا سمات الكلى من متبرع حي وهي السمات البنائية الدقيقة في الكلى من المانحين الأحياء، التي لا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر، ويمكن أن تتنبأ بخطورة فشل الزراعة لدى المتلقين.