وكأنها مشاهد بفيلم خيال علمي.. هنا “حرة رهط” كما توثقها “c.n.n”
يبدو هذا المشهد للوهلة الأولى وكأنه يخرج من أحد أفلام الخيال العلمي، إلا أن هذا الموقع في الحقيقة يشكل أكبر حقل حمم في السعودية.
وتُمثل “حرة رهاط” أحد أكبر حرات المملكة العربية السعودية، و”الحَرَّة ظاهرة جغرافية يكتسي فيها سطح الأرض بالصخور النارية والطفح البركاني، كما يؤدي قرب الحمم من سطح الأرض إلى سخونتها، وقد يصاحبها وجود فوهات بركانية ظاهرة”.. بهذه المقدمة بدأت شبكة cnn الأمريكية بعرض تقرير عن “حرة رهط”، وتمتدّ من شمال مكة وحتى جنوب المدينة المنورة، وتغطي مساحة حوالي 20،000 كيلومتر مربع؛ وفقًا لتقرير هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
وصنفت “حرة رهاط” من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث كأول متنزه جيولوجي مفتوح في المملكة، ضمن مشروع “حماية المعالم الجيولوجية” في السعودية؛ وفقًا لتقرير وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتتميّز “حرة رهاط” بالعديد من المعالم الجيولوجية البركانية، وتضم الصخور، والجبال، والمخاريط، والفوهات البركانية، وتشمل أبرز المعالم المميزة في حرة رهاط، جبل الملساء، والبركان التاريخي الذي تعرضت له المنطقة عام 1256، وكذلك جبل ماطان، والصدع القديم.
ومن المعتقد أن هذه الحرات تكونت نتيجة تدفق الصهارة في طبقة الوشاح العلوية الممتدّة من منطقة مثلث عفار إلى الاتجاهات الشمالية للدرع العربي؛ حيث يلتقي في منطقة مثلث عفار الأخدود الإفريقي، وأخدود البحر الأحمر، وخليج عدن، بحسب تقرير هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
وتحدّث المصور السعودي علاء عثمان المهتم بتوثيق الطبيعة لموقع CNN بالعربية، مشيراً إلى أن حرة رهط تتميز بجبالها البركانية ذات الأشكال الجميلة، موضحًا أن قربها من المدينة المنورة والحرم النبوي هو أكثر ما جذب اهتمامه.
ويصف المصور الإطلالة من الجو بأنها تتميز بطابع آخر فريد من نوعه؛ حيث تكشف ما لا تستطيع عدسات آلات التصوير العادية توثيقه.
ويشرح “عثمان” أن الوصول إلى الجبال يعد عملية شاقّة وممتعة في الوقت ذاته، وذلك لوجود الصخور البركانية الحادة المحيطة بهذه الجبال، التي تحتاج إلى قيادة نوعًا معينًا من السيارات.