“عين الصقر” أربكتهم فخرجوا عن صمتهم.. المناورات السعودية في شرق المتوسط تخيف تركيا
أثارت التدريبات السعودية في البحر المتوسط مع اليونان تخوف النظام الحاكم في تركيا، وهو ما انعكس على التصريحات المرتبكة المتوجسة لرأس النظام التركي ووزير دفاعه، في الوقت الذي قالت فيه المملكة عبر وزارة الدفاع أن التمرين يهدف إلى رفع الجاهزية القتالية، وتبادل الخبرات.
وانطلقت أمس فعاليات التدريبات السعودية اليونانية المشتركة تمرين “عين الصقر1″ من قاعدة سودا الجوية بجزيرة كريت في جمهورية اليونان، وبدأ التمرين الذي يهدف إلى دعم أواصر التعاون بين القوات الجوية للبلدين، ورفع مستوى الجاهزية القتالية، وتبادل الخبرات العسكرية، بعدة طلعات جوية مشتركة من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية “F-15C” وطائرات القوات الجوية اليونانية “F-16” و”ميراج-٢٠٠٠” و”فانتوم ف-٤) في سماء البحر الأبيض المتوسط، حيث تمحورت فعاليات التمرين على تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية التي تشتمل على عمليات مضادة بنوعيها الهجومية منها والدفاعية، وعمليات الإسناد الجوي.
ووصف قائد مجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في التمرين، العقيد الطيار الركن عبدالرحمن بن سعيد الشهري، التمرين بالاستثنائي؛ نظراً لكونه الأول من نوعه مع القوات الجوية اليونانية؛ لصقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية، والمساندة، ودعم جاهزيتها لتبادل الخبرات في جميع المجالات المتاحة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية “واس”.
من ناحيتها، علقت اليونان على التمرينات المشتركة عبر رئيس أركان وزارة دفاعها الجنرال كونستانتينوس فلوروس، الذي قال من خلال تغريدة على “تويتر” إن: “اليونان والمملكة العربية السعودية معاً لاستقرار المنطقة”.
فيما أعلنت رئاسة الأركان اليونانية في بيان على موقعها الرسمي، أن المناورات العسكرية المشتركة (عين الصقر 1) ستستمر بين 10 إلى 12 يوماً، حيث ستتدرب المقاتلات اليونانية والسعودية على ضرب أهداف برية وبحرية، بحسب البيان.
تخوف تركي
وعلى الرغم من الأهداف التعاونية للتمرين بين قوتين جويتين صديقتين، إلا أن “عين الصقر” أربكت وأخافت النظام الحاكم في تركيا، فقد أدى وصول المقاتلات السعودية إلى شرق المتوسط انزعاج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أبدى انزعاجه صراحة، وصرح الجمعة الماضية أنّ بلاده ستبحث مع السلطات السعودية قرار إجراء المملكة مناورات مشتركة مع اليونان.
وتابع “انخراط المملكة العربية السعودية في مناورات مشتركة مع اليونان أحزننا، كنا نأمل ألا نرى انخراط السعودية في مثل هذا القرار، سنبحث ذلك مع السلطات السعودية”.
بدوره لم يخفِ وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنزعاجه وتوجسه من المناورات السعودية اليونانية، مشيراً في تصريحات لقناة “TRT” التركية إلى أنها لا تعني شيئاً أمام قدرات تركيا العسكرية.
وتابع “أكار” في تصريحات عنترية متجنباً ذكر السعودية اسماً: “عليهم أن يعلموا ويروا أنهم لا يمكنهم تحقيق شيء بهذا ولا قيمة عسكرية لهذه (المناورات) أمام تركيا وقواتها المسلحة”، حسب قوله.
وأضاف قائلاً: “نحن كالعادة نحترم القوانين الدولية والحوار، لكن مع الأسف لا تزال اليونان تتصرف بأسلوب التهديد بما يتنافى مع حسن الجوار ويزيد التوتر ويعرقل تأسيس علاقات جوار حسنة”، على حد قوله.
وقالت صحيفة “أحوال” التركية إن تركيا تتوجس من مثل هذه التمرينات العسكرية؛ لأنها ترسم تحالفات متينة في المنطقة ضدها وتؤكد تحركاً مشتركاً للدول المشاركة فيها عند الضرورة، خاصة مع توالي التمرينات العسكرية المشتركة بين عدد من الدول المشاطئة للمتوسط محل الخلافات مع أنقرة من جهة، والقاهرة وباريس وأثينا ونيقوسيا من جهة أخرى.
وأشارت الصحيفة التركية إلى أن تلك التمرينات العسكرية في توقيتها وطبيعتها تبعث برسالة إلى أنقرة التي فجرت توتراً غير مسبوق في شرق المتوسط.