الأخبار المحلية

السعودية تعرب عن قلقها البالغ بشأن تصاعد الهجمات الفردية ضد المسلمين

شارك المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، اليوم في الاجتماع رفيع المستوى الذي نظمته منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك للاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا.

ورحّب في كلمة ألقاها في بداية الاجتماع بالاهتمام الذي أبداه المقرر الخاص الذي يظهر في تقريره حول حرية الدين أو المعتقد بعنوان “مكافحة الإسلاموفوبيا ـ الكراهية ضد المسلمين للقضاء على التمييز والتعصب على أساس الدين أو المعتقد”.

وأشار إلى أن الإسلاموفوبيا للأسف متفشية في كل مكان، وقد أدت الحملات القائمة على خطاب الكراهية والتضليل التي تحفل بها وسائل التواصل الاجتماعي إلى تزايد صعوبة مواجهة الظاهرة والقضاء عليها.

وأبان أنه من المهم إدراك أن التهديد المحدق بالحريات في مجتمع ما يهدد الحريات الدينية على نطاق واسع، مسلطًا الضوء على “وثيقة مكة المكرمة” الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة خلال الفترة من 27 حتى 29 مايو 2019م.

وأوضح أن هذه الوثيقة وفرت للمسلمين كافة الإرشادات التي تعينهم على توضيح المعنى الحقيقي للإسلام بناء على عدد من المبادئ التي تبرز العلاقة بين الإسلام والأديان والفلسفات المختلفة. ومن بين تلك المبادئ أن الأديان والفلسفات بريئة من الذنوب التي يرتكبها أتباعها والمحسوبون عليها، وأن الفهم الحقيقي للإسلام يتطلب وجهة نظر موضوعية خالية من المفاهيم النمطية والمتحيزة.

وأعرب السفير المعلمي عن قلقه البالغ بشأن تصاعد الهجمات الفردية ضد المسلمين، وأنه لا ينبغي أن تنسب هذه السلوكيات الشخصية إلى أي دين أو جنسية، مؤكدًا أن نشر خطاب الكراهية يعرّض أمن المجتمع للخطر، ويخدم أجندة المتطرفين من خلال تغذية فكرة الكراهية لديهم.

وأكد الأثر السلبي للإجراءات غير المتناسبة التي تستهدف المسلمين، وتؤدي إلى تقييد حقوقهم؛ ما سيفضي إلى زيادة التعصب العنصري والديني والتمييز والعنف. داعيًا إلى إلغاء هذه الإجراءات، وحماية الحرية الفكرية للمسلمين.

وبيّن أن وسائل الإعلام قامت بدور أساسي في إدامة الصور النمطية للمسلمين، وإفراد تغطية غير متناسبة للسلوكيات الفردية الصادرة عن بعض الأشخاص الذين يعتقد أنهم مسلمون، والواقع أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ما فتئت تشارك بشكل مباشر في نشر فكرة الكراهية والدعوة لها.

وجدد الإدانة لمثل هذه الأعمال، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة هذا التهديد، مؤكدًا الدعم بالكامل لجميع الجهود لفهم التنوع واحترامه، وحماية ومعاملة جميع الناس على قدم المساواة.

وجدد السفير المعلمي الدعم الكامل لمبادرة اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن تلك المبادرة من شأنها تأكيد المبادئ الآتية: الإقرار بانشغالنا العميق إزاء تصاعد التعصب والعنف، والتشديد على عدم ارتباط الإرهاب بأي دين معين، وإدانة جميع أعمال العنف القائمة على الدين، فضلاً عن التوعية بهذه الظاهرة، مبديًا تطلعه إلى الدعم المتوقع في تخصيص يوم لمكافحة الإسلاموفوبيا.

حضر الاجتماع من جانب وفد السعودية رئيس اللجنة الرابعة في الوفد وجدي محرم، ومدير مكتب مندوب السعودية فيصل الحقباني، والمسؤولة الإعلامية بالوفد طفول العقبي.