الأخبار المحلية

“جوهر الناريز”.. حديث الوسط الفروسي يدخل تحدي العمالقة ويحقق “كأس المؤسس”

جاءت المشاركة الرابعة في سِجل الجواد “جوهر الناريز”، وخرج منها فائزًا بأول سباقاته في سِجله ضمن الجولة 59 من سباقات نادي سباقات الخيل، وكان البوابة الذهبية لإسطبل الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز في تحقيق أمله باللقب الثالث بتاج البطولات السعودية “كأس المؤسس”، وامتلاكه الكأس، بعد أن تم إبرام الصفقة سريعًا لصالحه بمجرد انتهاء السباق.

ودخل “جوهر الناريز” بعد ذلك في تحدي العمالقة والكبار مساء السبت الماضي على أهم البطولات السعودية للخيل المحلية بشعار الأمير سعود بن سلمان في سباق مثير للغاية، المنافسة بدأت فيه بمجرد انطلاق الخيل من بوابات الانطلاق من علامة 1600 متر، وكان من خلال ذلك “جوهر الناريز” سيد الموقف بلا منازع عند خط النهاية.

2018 ولادة البطل

وُلد البطل المحلي “جوهر الناريز” عام 2018 في “مزرعة نوفا” للأمير سلطان بن محمد الكبير؛ إذ يعود لأبيه الفحل الذائع سعوديًّا في عالم إنتاج الخيل السعودية “سبيرنج آت لاست”، وإلى أمه الفرس “هولي ويل” التي استقطبتها “مزرعة نوفا” عام 2016 من الولايات المتحدة الأمريكية لتكون فرسًا داعمة لعمليات إنتاج المزرعة، ثم التقت الفحل “سبيرينج آت لاست” لتنتج المهر “جوهر الناريز” بعد ذلك، الذي انتقل لملكية سلطان العتيبي عام 2019 وهو في سن التدريب.

وشهد 2020 بداية مشاركاته على ميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية؛ ليحقق المركز الثاني أمام الخيل التي لم تربح، في المشاركتَين الأولى والثانية، أما الثالثة فتراجع للمركز الحادي عشر، وفي الرابعة حقق فوزه بكل اقتدار لـ”كأس المؤسس”، الذي كان المؤشر الحقيقي لانتقاله بصورة عاجلة للأمير سعود بن سلمان.

كيف وصل للكأس؟

يفرض سؤال مهم نفسه على المتابعين من خارج الوسط الفروسي: كيف وصل “جوهر الناريز” إلى كأس الملك عبدالعزيز؟ بالرغم من عدم تحقيقه بطولات سابقة كما حدث مع بقية الخيل المنافسة!

وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من التعريج على تطور نظام سباقات نادي الخيل في تحديد مستويات الخيل بعد أن طبق المعايير العالمية منذ موسم 2019 في اعتماد نظام درجات الخيل “الهانديكاب الدولي” -بمعنى التكافؤ- الذي يمنح كل جواد مشارك درجة تقييم تتناسب مع نتيجته في السباق، ومستوى ودرجات الخيل المنافسة معه، إضافة لزمن الفوز بالشوط، والفارق بينه وبين الآخرين.

ويهدف النظام الجديد العالمي لتحقيق أعلى معدلات “تكافؤ” الفرص بين الخيل في كل سباق، ويرتبط ذلك مع أهمية كل سباق؛ فكلما كانت المناسبة مهمة توضع درجات عالية ومحددة كشرط أساسي للمشاركة، وهذا ما حققه البطل “جوهر الناريز” في فوزه الأول ضمن الجولة الـ59 وهو يحمل 78 درجة، وتغلب على جياد تحمل تصنيفًا بلغ 83 درجة؛ ليمنحه خبير التصنيف والتكافؤ بنادي سباقات الخيل بعد السباق تصنيف 87 درجة نظير الوقت المميز الذي قطع به مسافة السباق البالغة 1600 متر في “1:39:52 دقيقة”، وبمستوى وفارق كبير بينه وبين بقية الخيل؛ ليتأكد بذلك حجز مقعده في تاج البطولات السعودية.

وتحقق الحلم الكبير

ودخل “جوهر الناريز” لمضمار سباق “كأس المؤسس”، ولم يغب عن عين قلة من الخبراء والمختصين في الترشيح، بالرغم من ذهاب النصيب الأكبر من الترشيحات لكل من الجوادين “بأمر الله” و”أبو لاح”، وخرج منتصرًا بكل جدارة واستحقاق محققًا اللقب الكبير الذي منح مالكه الأمير سعود بن سلمان الفوز الثالث على التوالي بعد “مجتاحة” و”ولد أخيل”؛ وبالتالي امتلاكه بحسب نظام البطولة في سباق لا يحتاج إلى وصف أو تحليل لمجريات الشوط، لكونه سار ثالثًا مراقبًا المرشح “بأمر الله”، وزميله المهيئ للسباق “سهم البيرق”، حتى خروج “بأمر الله” للمركز الأول من بعد علامة 600 متر، وليرافقه حتى بداية آخر 400 متر التي منها انفرد عن بقية الخيل بقيادة خياله “أليكسس مورينو”؛ ليرسم صورة رائعة عند نقطة النهاية، مكنت عدسات المصورين من التقاط أجمل اللحظات، وأثبت في نهاية الأمر نجاح نادي سباقات الخيل في تطبيق نظام تصنيف الخيل “الهانديكاب/ تكافؤ”، وخطواته المتسارعة في الارتقاء بالفروسية السعودية نحو العالمية.