تضحيات السعودية في أزمة كورونا وجَّهت بوصلة المؤشر العالمي للسعادة
لم تسعَ السعودية في يوم من الأيام إلى تحسين مركزها في مؤشر السعادة العالمي، ولم يكن هذا الأمر ضمن أهدافها العامة وهي تواجه جائحة كورونا التي أربكت كوكب الأرض، وبعثرت اقتصادات الدول الكبرى؛ فهي تعاملت بتلقائية مع الجائحة، وكان هدفها الأول والأخير أن تدفع الشر عن المواطن والمقيم، وتحمي الأنفس من الهلاك؛ وهو ما دعا الكثيرين إلى التأكيد أن المركز الذي احتلته السعودية في هذا المؤشر جاء نتيجة طبيعية لما بذلته من تضحيات لا حصر لها للتخفيف عن كاهل المواطن والمقيم تداعيات الجائحة على مدار أكثر من عام.
وتصدرت السعودية قائمة الدول العربية في تقرير السعادة العالمي لعام 2021، الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وجاءت السعودية في المرتبة الأولى عربيًّا والـ21 عالميًّا في مؤشرات عام 2020، التي تركز على قياس تأثير تداعيات جائحة فيروس كورونا على مقومات السعادة، وجودة الحياة عالميًّا.
ويصدر تقرير السعادة العالمي بصورة سنوية منذ 10 سنوات، ويقيس مؤشرات السعادة في 150 دولة حول العالم.
وقت مبكر
السعودية في وقت مبكر جدًّا من إعلان وصول الجائحة إلى الجزيرة العربية في مارس من العام الماضي استشعرت حكومتها الرشيدة مسؤولياتها ودورها في مساندة الجميع في هذا المأزق “الاستثنائي”، وكانت سبّاقة نحو اتخاذ العديد والعديد من الإجراءات الاحترازية والمبادرات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية النوعية التي خففت بها كثيرًا من الأزمة على النفوس.
واتسم تعامل السعودية مع شعبها في مراحل الجائحة بالكثير من الإنسانية والمسؤولية؛ إذ رأت أنها مسؤولة مسؤولية أدبية كاملة عن حياة جميع من يعيش على ترابها، مواطنين كانوا أو مقيمين، وأن المحافظة على حياتهم خط أحمر ممنوع المساس به أو الرهان عليه، وهذه آلية اتبعتها السعودية منذ ظهور أول حالة إصابة بالفيروس في 2 مارس من العام الماضي حتى اليوم؛ الأمر الذي ساهم في إدراك الجميع بأن هناك من يرعاهم، ويخاف عليهم، ويفكر فيهم، ويهتم بمصالحهم.. وهي معايير اعتمدها مسؤولو مؤشر السعادة العالمي عند تقييم الدول الـ150.
حماية الجميع
واليوم تتابع السعودية مسؤوليتها في الالتزام بواجبها في حماية الجميع من براثن هذا المرض، واتخذت إجراءات اقتصادية صعبة بوقف الكثير من النشاط التجاري وحركة السفر، وقبلها أوقفت المدارس والجامعات، واعتمدت على اللقاءات الإلكترونية لتسيير أمور الكثير من القطاعات خوفًا على حياة المواطن والمقيم.
وفي الوقت نفسه أدركت السعودية أن هذه الإجراءات صعبة ومؤلمة، ولها انعكاسات على الكثير من الفئات التي ستتأثر بشكل أو بآخر من هذه الإجراءات، فما كان منها إلا أن خصصت مساعدات مادية وعينية لدعم الأسر المحتاجة، ومدها بالكثير من الاحتياجات الضرورية. هذا الأمر كان له تأثير على هذه الأسر الفقيرة التي اطمأنت على رزقها وزرق أبنائها؛ الأمر الذي رفع من معنوياتهم في مواجهة الجائحة، وكان لهذا تأثير في مؤشر السعادة الدولي.
حالة القلق
واليوم يمكن التأكيد أن المستويات المتقدمة التي احتلتها السعودية في تقرير السعادة العالمي جاءت نتيجة طبيعية لحجم الجهود التي بذلتها السعودية بمختلف قطاعاتها في مواجهة الجائحة في جميع مراحلها وتطوراتها على مدار 13 شهرًا. هذه الإجراءات تسلحت بميزانيات ضخمة، خصصتها السعودية للتعامل الصحي السليم، إلى أن حققت النجاح الكبير والمأمول منها في احتواء تداعيات الجائحة، والحد من انتشار العدوى إلى المستويات الدنيا.
ويعكس احتفاء السعودية بيوم السعادة العالمي في ظل تقدمها الكبير في المؤشر عربيًّا وعالميًّا نجاح خطتها المنهجية في تعزيز مشاعر الطمأنينة والسعادة في نفوس جميع القاطنين على أرضها من مواطنين ومقيمين، على الرغم من حالة القلق التي لا تزال تنتاب العالم منذ أكثر من عام من جراء انتشار فيروس كورونا.