الأخبار المحلية

“السنيدي” لمثيري إشاعات مخاطر اللقاح: توقفوا واتركوا الدجالين!

انتقد الكاتب صالح بن عبدالعزيز السنيدي انسياق عدد من المتعلمين وحملة الشهادات العليا مع نظرية المؤامرة حول حقيقة اللقاح، كاشفاً عن مشهد تداول قروبات الواتس آب لشائعات حول مخاطر لقاحات كورونا، ومنها قصة تداعي الحالة الصحية لأحد الأشخاص بعد إصابته بالفيروس وهو ممن كان يستنكر حقيقة الفايروس واللقاح، فضلاً عن وفاة والده بسبب الامتناع عن تلقي اللقاح وإصابته بالفيروس لاحقاً!

وتساءل “السنيدي” في مقالته: “ألم تخسر الدولة الملايين، بل المليارات لأجل صحتنا، ألم يتول هذا التنظيم وإدارة هذه الجائحة من هم أهل للمسؤولية والثقة من أبنائنا”.

وأردف: “بعد هذا كله أليس من العقل والحكمة والمنطق أن نتوقف عن التشكيك ونشر الشائعات؟” مختتماً: “كفيتم كل عناء، فاتكلوا على الله ثم على جهود بلادنا المباركة. واتركو الدجال والدجالين”.

وإلى نص المقال: “أعرف شخصاً يحمل شهادة عليا (مع الأسف) منذ بدء جائحة كورونا وهو لا يتوقف عن الحديث عن مؤامرة كورونا ونظرية التخوين والصراع الاقتصادي بسبب كورونا لكي يدمروا الشرق الأوسط! وتنمو الاقتصاديات الكبيرة ويدمروا نفط الخليج!”.

وأردف: “لا ألوم البسطاء إذا أخذوا هذا الكلام من الواتس أب (الدجال). لكن أن يصدر من صاحبنا فهذا أمر يحتاج إلى وقفة وتأمل. لم تنته قصة صاحبنا هذا، فقط استمر في الضحك على كل من يتحدث عن الإصابات والمرض والعناية المركزة والوفيات والحجر المنزلي وإغلاق الطيران وإغلاق المساجد و… إلخ”.

وتابع: “كل ذلك أصبح عند صاحبنا تهويل ومبالغات لا داعي منها، ولا أساس لها من الصحة. أما اللقاح فحدث ولا حرج عما ينقله ويذكره هو وغيره: اللقاح صنع لكي يفني نصف سكان العالم! اللقاح أنتج لكي يصاب الناس بالعقم! اللقاح وضعوه لكي يتجسسوا عليكم! اللقاح فيه كذا وكذا.. والواتس يحمل وينشر كل ما تريد، والناس مع الأسف تسير خلف هذا الدجل، لم يكن صاحبنا هذا يهتم بالإجراءت، بل كان يسلم ويصافح ويعانق كل أحد. ودائماً ما يقول: اتكلوا على الله. ونقول: توكلنا على الله، ونفعل الأسباب، واعقلها وتوكل”.

وأردف: “في يوم من الأيام أصيب صاحبنا هذا وتعب، وأجبره أبناؤه على أن يفحص من كورونا، وفعلاً ظهرت النتيجة إيجابية، وأنه مصاب. تعب تعباً شديداً من المرض، لكن الله -عز وجل- لطف به. ليست المشكلة فقط هنا، انتقل مرض كورونا لوالده، أدخل والده على إثره المستشفى، لم يلبث طويلاً حتى توفاه الله (رحمه الله). بعد ذلك لم يعد أحد يتكلم أمام صاحبنا عن المرض والتطعيم مراعاة لشعوره وموقفه”.

وواصل: “إني أرسل رسالة لصاحبي ولغيره ممن تلقوا معلوماتهم من الواتس أو غيره.. أقول لهم: كفيتم كل ذلك. نحن في بلد ولله الحمد منذ بدء جائحة كورونا وهي تعمل عملاً جباراً، بل إنها من أفضل الدول التي أدارت هذه الأزمة بالشكل الصحيح، إن لم تكن الأفضل. نحن في بلد ولله الحمد جلبت أبناءها من الخارج مع بداية الجائحة مجاناً، بل أسكنتهم في فنادق الخمس نجوم. لم تفعله أي دولة أخرى إطلاقاً”.

وأضاف: “نحن في بلد ولله الحمد سهل على الجميع الفحص عن كورونا، حتى ولو كان مخالفاً للإقامة دون أدنى مسؤولية عليه. نحن في بلد ولله الحمد من أوائل الدول التي جلبت اللقاح الأفضل والأغلى في العالم، ومجاناً للجميع في مراكز عدة ومطورة، وتنظيم لا مثيل له، شهد به القاصي والداني، يأخذ اللقاح الجميع لا فرق بين مواطن أو مقيم، لا فرق بين عامل أو مدير، بل إن أمير المنطقة أتى لنفس المكان، وتلقى اللقاح الذي يأتيه جميع الناس لتلقي اللقاح”.

وقال: “ألم تخسر الدولة الملايين، بل المليارات لأجل صحتنا، ألم يتول هذا التنظيم وإدارة هذه الجائحة من هم أهل للمسؤولية والثقة من أبنائنا. بعد هذا كله، أليس من العقل والحكمة والمنطق أن نتوقف عن التشكيك ونشر الشائعات، بأن هذا اللقاح فيه كذا وكذا، وذاك اللقاح لا يصلح والحجر والإغلاق والخ! ألم تبذل الدولة -وفقها الله- المال والجهد والبحث والوقت! أليس من الحق والعدل أن نشكرهم وندعو لهم، فهذا أقل ما يقدم لهم. أقول للجميع.. كفيتم كل عناء، فاتكلوا على الله ثم على جهود بلادنا المباركة. واتركوا الدجال والدجالين”.