الأخبار المحلية

“العساف”: ‏”النمنم” أشهر خرافة بالتاريخ وعادت للظهور لترعب الناس بالرياض

كشف الباحث في التاريخ الاجتماعي ‫منصور العساف أن “النمنم” تعد أشهر شائعة خرافية في التاريخ السعودي، مشيرًا إلى أنها بدأت بجدة في الستينيات الهجرية، وعادت للظهور بعد خمسين عامًا في الرياض؛ فملأت الناس بالرعب، ومنعت الطلاب من الذهاب للمدارس.

وتفصيلاً، أوضح “العساف” ذلك لبرنامج “‫في الصورة” مع ‫عبدالله المديفر في حوار بعنوان (تاريخنا الاجتماعي في الصورة) على قناة روتانا خليجية، وقال: “الشائعة لها روايتان، وذُكرت في بعض مذكرات وجهاء جدة، الأولى قيل فيها إن إحدى البواخر قبل رسوّها في مدينة جدة شاهد أحد الموجودين فيها رجلاً دخل دورة المياه، ولما خرج كان له ذيل، فاشتبه به، لكنه هرب منه، فبحث عن الركاب فلم يجدوه، وعندما رست في ميناء جدة نزل الرجل صاحب الذيل منها، وظل سكان أحياء جدة في حالة رعب وقلق من ظهوره، وأُشيع أنه يأكل الناس والأطفال”.

ولفت الباحث العساف إلى أن مثل هذه القصة ذُكرت في العصر العباسي سنة 304، وذكرها الطبري في تاريخه: “ارتاع الناس من حيوان، يُقال له الزنرب، يأكل الأطفال، ويقطع عضد الرجل، وكانت مشهورة في عهد المقتدر بالله”.

واستطرد العساف: “أما الرواية الثانية فتقول إن إحدى المنشدات في أحد الأفراح الشعبية كانت تنشد بالفرح، وشهدت إحدى النساء برِجل حمار، فاختبأت، ثم هربت، ونبهت عنها المنشدة، وظل الناس يتناقلون الرواية، وصدقها الناس بشكل كبير، وصار هناك شبه انحسار لخروج الأطفال للشوارع في جدة في الستينيات الهجرية، ووجدت الأمهات طريقة لتخويف الأبناء بتهديدهم: (لا تطلع الشارع لا يجيك النمنم)”.

وتابع: “عندما ظهرت شائعة (النمنم) في الرياض كان هناك جرائد وإعلام ووعي، ولكنها ظهرت بقوة لدرجة أن المدرسة السابعة عشرة في الملز صار بها رعب للطالبات، وعدد قليل مَن كان يذهب للمدرسة بسبب النمنم؛ لأنه موجود بالسطح، وحدثت اتصالات بالأمن.. وهكذا”.

وأكد الباحث العساف أن شائعة “النمنم” تعد من أشهر الشائعات التي ظهرت في التاريخ السعودي، وظهرت في الستينيات الهجرية، ثم اختفت في نهاية السبعينيات، ثم ظهرت من جديد في الثمانينيات الميلادية في الرياض.

من جهة أخرى، اعتبر الباحث‫ العساف مسلسل ‫”العاصوف” قدّم قراءة تاريخية غير صحيحة لحادث اقتحام الحرم، وامتدح مسلسل ‏‫”طاش ما طاش”، ولاسيما في سنواته الأولى، وقال إنه يعد من أهم الأعمال في الدراما السعودية، وبدأ من عام 1414 هـ. مشيرًا إلى أنه وثَّق مشاهد تطور المجتمع السعودي، وقال: “نحن الباحثين نستفيد منه في التحقق من الكثير من الأماكن والتواريخ”.