بين مقولة مجتزأة لـ”ابن عثيمين” و”شراب التوت”.. “الزهراني”: أميتوا الباطل بتركه
حذر الكاتب خالد مساعد الزهراني، من الوقوع في مغبة نشر المقاطع منزوعة الصحة، على مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكراً مقطعاً قديماً يتم تداوله مجدداً خاصة مع قرب دخول الشهر الكريم، ويتحدث عن الفيمتو وعلاقته بالمواد البترولية، والمقطع المزعوم للشيخ ابن عثيمين حول شراب التوت.
وقول “الزهراني” في مقاله بجريدة “المدينة”: إن “من أشد ما ابتلينا به في زمن السوشيال ميديا، ما يفد إلى أجهزتنا من مقاطع منزوعة الصحة، ولكنها تنتشر انتشار النار في الهشيم، وما ذلك إلا لأننا تساهلنا في مسألة التحقق، وأغفلنا (أميتوا الباطل بتركه)، وتهاونا في عاقبة نشر ذلك، وما يترتب عليه من عاقبة الندامة”.
وأضاف: “أقول ذلك وقد وصلني مقطعان قديمان (لا أساس لهما من الصحة)، ومع ذلك فإنهما يجدان من يبعثهما من مرقدهما؛ ليعيد إليهما الحياة على ما فيهما من تجنٍ، واجتزاء، فأي إثم يترتب على ذلك، وأي عاقبة تُرجى من وراء مقطع مجتزأ من سياقه، فظهر بما يناقض حقيقته، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.
وتابع: “فالمقطع الأول مجتزأ من حديث للشيخ العَلم محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- وعندما نذكر ابن عثيمين فإننا نكبر ما كان عليه من علم وورع، ومع ذلك لم يسلم من سطوة الجهلة المستخفين بما يفعلون، المتهاونين بما عليه يقدمون، حيث تم اجتزاء قوله رحمه الله (لا نقول اللهم صل على “سيدنا” محمد)، فجاءت الردود بما فيه سوء أدب مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وتجنٍ عليه، وانتشر المقطع المجتزأ، الذي حقيقته أننا لا نقول (سيدنا) في الصلاة الإبراهيمية، أرأيتم كم هو خطر ضغطة الزر؟”.
وقال “الزهراني” في مقاله: “وفي مقطع قديم آخر تم بعثه الآن، ربما لمناسبته مع مائدة شهر رمضان، حيث أشار ضيف أحد البرامج بأن شراب التوت (الفيمتو) يعد (أخطر) مشروب ممكن يدمر الجسم، وهو يصنع من منتجات البترول (تخيلوا)، في وقت كان رد هيئة الغذاء والدواء (الجهة الرسمية) بما ينفي ذلك جملة وتفصيلاً، ومع ذلك لم ينتشر ذلك النفي، وبقى المتداول إلى اليوم ذلك المقطع الذي (بترل) مشروب لو صدق لما بقي في الأسواق اليوم وغداً”.
وختم مقاله بقوله: “وبين مقطع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ومقطع شراب التوت تأتي ملايين المقاطع المجتزأة، والمكذوبة، ولمن يهرف بما لا يعرف، وللمتطفلين على ميادين العلم، وأهل التخصص، ومع ذلك تنتشر، وما من سبب إلا لأننا أغفلنا جانب (الرقابة الذاتية)، وضرورة تفعيل ملكة (الفلترة)، التي يجب أن تفعل بالقدر الذي يجعلنا لا ننشر حتى نتثبت، وإن شككنا لا ننشر حتى نتأكد، لكي لا نصبح دون أن نشعر (ترساً) في آلة نشر الباطل، ولنتذكر أنه إذا كان الدارج بالأمس (الصمت حكمة)، فإن واقعنا اليوم في ظل هجمة قنوات السوشيال ميديا يفرض (عدم النشر حكمة)، فأميتوا الباطل بتركه في مهده، فإن السلامة غنيمة”.