الأخبار المحلية

12 مليون حبة مخدرة خرجت من موانئ تركيا في اتجاه المملكة.. لماذا؟

زادت المملكة من جهودها في مكافحة المخدرات بجميع أنواعها، يدفعها إلى ذلك الخوف على المواطن والمقيم من الوقوع في براثن هذه الآفة، ومن هنا كانت المملكة من أوائل الدول التي سعت للقضاء على هذه الظاهرة بين العديد من الدول، موقنة أن المخدرات مصدر التهديد الأول للشباب بشكل خاص، وما لذلك من تداعيات خطيرة على الصحة وعلى الاقتصاد بشكل عام.

ونتيجة للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، تم كشف العديد من عمليات التهريب للمخدرات، وتم إفشال مخططات من سعوا لترويجها داخل البلاد.

وكانت آخر عمليات أحبطتها السلطات السعودية، ما أعلنت عنه الجمارك السعودية في ميناء جدة الإسلامي اليوم من إحباط محاولة تهريب كمية من حبوب الكبتاجون، بلغت 1.323.000 حبة، عُثر عليها مُخبأةً داخل إرسالية وردت للجمارك.

المخدرات التركية

ولعل ما يلفت الأنظار حقاً أن محاولات تهريب المخدرات من تركيا إلى المملكة كثيرة وقديمة، بدأت قبل فترة ليست بالقليلة، وكأن هناك تعمدًا من المهربين في تركيا لإغراق المملكة بالمخدرات، وهو ما دعا البعض إلى التأكيد على أن هذه المحاولة ليست الأولى القادمة من تركيا، ولن تكون الأخيرة، وعندما تعلن الجهات الرسمية بأنه ومنذ أبريل الماضي وحتى اليوم، تم إحباط ما يزيد على 12.5 مليون حبة خرجت من موانئ تركيا في اتجاه موانئ المملكة، فهذا يشير إلى النية المبيتة من مهربي تركيا على أن تكون المملكة السوق الرائجة للمخدرات التركية.

ويشهد تاريخ مكافحة المخدرات في المملكة على أنه منذ سنوات، وتركيا تُشكل معبرًا رئيسًا لشحنات المخدرات التي تستهدف دول المنطقة، والخليج والسعودية على وجه الخصوص، مستفيدة في ذلك من الأوضاع غير المستقرة في بعض دول الجوار، للانخراط في عمليات غسل الأموال التي تستخدمها في أنشطتها المشبوهة وغير الشرعية.

يقظة السلطات السعودية

وتيقنت السلطات السعودية لهذا المخطط، وتقف له اليوم بالمرصاد، وتلتفت بشكل دقيق إلى جميع الإرساليات الواردة من تركيا على وجه الخصوص، وتفحصها بشكل دقيق، وهو الأمر الذي ساعد السلطات السعودية على كشف 1.3 مليون حبة كبتاجون داخل إرسالية ملبوسات يفترض أن تحتوي الفراء.

وتدرك السلطات في المملكة أن تجارة المخدرات القادمة من تركيا لن تتوقف عند حد، وإنها ستواصل الدخول إلى البلاد بشكل أو بآخر وأي ثمن، لتحقيق أهدافها الخبيثة، وهو ما يشير إلى أن تركيا تحولت إلى جسر بري بين دول الإمداد بالمخدرات في الشرق؛ كأفغانستان، وبين أسواق تستهدفها بسبب العداوات السياسية كدول أوروبية وشرق أوسطية وخليجية.

ويبقى الغريب في الأمر حقاً أن عدداً من السياسيين الأتراك، وخصوصًا ممن ينتمون لحزب العدالة والتنمية الحاكم، ثبت تورطهم في أنشطة تجارة المخدرات، إذ تفيد التقارير بوجود علاقة وثيقة بين برهان قوزو النائب السابق في حزب أردوغان بمهرب الهيروين الإيراني البارز ناجي شريفي زندشتي.

العديد من المهام

في الوقت نفسه تسعى مديرية مكافحة المخدرات للاهتمام بقضايا تهريب المخدرات، وبخاصة من الجانب التركي، وذلك للحد من انتشار هذه المشكلة، ويوجد العديد من المهام التي تبذلها مديرية مكافحة المخدرات لتحقيق هذه الأهداف، وتتمثل في وضع الخطط المدروسة للقبض على مروجي المخدرات ومهربيها بجميع أنحاء المملكة، والإشراف بشكل دوري ومستمر على قضايا المخدرات المختلفة، والتأكد من تنفيذ العدالة، والتواصل مع الجهات الحكومية المعنية لنشر الوعي والثقافة بين المواطنين عن أضرار المخدرات المختلفة على المستوى الفردي، ومستوى المجتمع ككل، وأخيراً وضع خطط للتطوير من العمل الإداري والميداني حول مكافحة المخدرات.