تركيا مَوطن المخدرات.. أكثر من 12.5 مليون حبّة كبتاجون أحبطتها السواعد السعودية خلال عام
في أقل من عام واحد استطاعت الهيئة العامة للجمارك إحباط تهريب أكثر من 12.5 مليون حبة كبتاجون مخدرة إلى السعودية، تم تهريبها من الموانئ التركية، ومرت بكل سلاسة عبر السلطات التركية؛ لتكون لها أعين وسواعد رجال الجمارك السعودية بالمرصاد؛ لتمنع تلك السموم المخدرة من الفتك بشباب الوطن.
قبل نحو 3 أشهر فقط أعلنت الجمارك السعودية في ميناء جدة إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون، بلغت أكثر من 8.7 مليون حبة، عُثر عليها مخبَّأة ضمن إرسالية “جريش” (منتج غذائي)، وردت للمملكة من تركيا.
وقبلها بأقل من عام، وتحديدًا في شهر إبريل 2020، في الوقت الذي كانت تعاني فيه سلاسل الإمداد العالمية إثر جائحة كورونا كانت تركيا ترسل حبوبها المميتة مخبأة في ألواح من الأسقف المستعارة، وبلغ عددها نحو 2.5 مليون حبة كبتاجون، ولكن مرة أخرى وليست أخيرة تمكن منها أشاوس الجمارك قبل أن تدلف إلى السعودية.
كل تلك العمليات التهريبية عبر الموانئ التركية إلى الموانئ السعودية تشير بوضوح إلى مساعٍ تخريبية حثيثة، تستهدف الشباب السعودي، وتضر بالأمن القومي للبلاد، وتضع ألف علامة استفهام عن دور السلطات التركية في تلك العمليات التي تمت في فترة وجيزة. ويبقى السؤال: هل الأمر ينطوي على عدم كفاءة تلك السلطات أم تواطؤ؟
علاقة رجال السلطة بالمخدرات
ولا يمكن نفي تورُّط السلطات التركية في عمليات التهريب بالكلية، خاصة إذا علمنا بتورُّط بعض رجال السلطة والمقربين من الحكومة في عمليات تهريب وعلاقات مشبوهة مع مهربين دوليين.
أحد الأمثلة تمثل في تورُّط برهان قوزو، مستشار الرئيس التركي عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم (وافته المنية قبل أشهر قليلة)، في محاولة إطلاق سراح مهرِّب مخدرات إيراني مدان، يدعى ناجي شريفي زندشتي، أُدين بحيازة 75 كيلوجرامًا من الهيروين، واتُّهم في غيرها من الجرائم.
وترجع تفاصيل الواقعة إلى اتصال ورد إلى المدعين العامين والقضاة من “قوزو”، يخبرهم بأن إطلاق سراح “زندشتي” سيكون “أكثر فائدة” للعلاقات التركية – الإيرانية.
وقبل شهور قليلة ألقت الشرطة التركية القبض على فيسيل فيليز، المستشار الصحفي السابق بالسفارة التركية في بروكسل وأحد المقربين من الحكومة ورجالها، بتهمة تهريب المخدرات؛ إذ عُثر بحوزته على 100 كيلوجرام من الهيروين في سيارته عند بوابة هامز إبيلي شمال غرب تركيا على الحدود البلغارية.
تدفق هائل للمخدرات في الداخل التركي
وهنا ينبغي الإشارة إلى أن حجم المخدرات التي تتدفق عبر تركيا خلال السنوات الأخيرة قد تضاعف. ويقدر أن تجار المخدرات في البلاد يديرون ما يصل إلى 15 مليار دولار سنويًّا.
ونظرًا لموقع تركيا الجغرافي، وكونها جسرًا بريًّا بين دول الإمداد في الشرق، مثل أفغانستان، والأسواق الرئيسية في أوروبا والشرق الأوسط، فليس من المفاجئ أن تكون طريقًا رئيسيًّا لتهريب المخدرات مستهدفة بتلك السموم الشباب الخليجي عامة، والسعودي خاصة.
وبما يشكل ارتباطًا بين عمليات تهريب المخدرات، وكون تركيا جسرًا واصلاً لتلك النوعية من العمليات، فقد كشفت تقارير ودراسات تركية عن تجاوز عدد المدمنين في تركيا 1.5 مليون مدمن، بينهم أطفال أعمارهم دون 11 عامًا، وذلك وفقًا لتقرير أعده حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض.
وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد المتعاطين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا في جميع أنحاء تركيا بنسبة 300 %، وفي إسطنبول وحدها بنسبة 184 %. كما ذكر التقرير أن عدد طالبي العلاج من الإدمان تضاعف بشكل كبير، موضحًا أن عدد المتقدمين إلى مراكز العلاج كان عام 2006 نحو 1417 شخصًا، ولكن العدد تضاعف 9 مرات حتى سنة 2017؛ إذ وصل إلى 12501 شخص؛ وهو ما يشير إلى رواج المخدرات بشكل كبير في الأوساط الشعبية التركية.