قطار التنمية السعودي يسير بخطوات متسارعة ويصل محطاته في وقته
خطوة بعد أخرى، تحقق المملكة جميع الأهداف المرجوة، وتترجم تطلعات قادتها وأحلام شعبها في أن تصبح قوية ومزدهرة بين البلاد، يتباهى بها الجميع، بما تملكه من إرادة وقدرة على كتابة التاريخ من جديد، وبما لديها من إرادة وعزيمة في بناء مملكة ثالثة جديدة في رؤيتها العامة، وفي حجم أحلامها، وآليات تحقيق هذه الأحلام على أرض الواقع.
وتعكس الأشهر الأخيرة هذا الأمر، من خلال حراك اقتصادي غير تقليدي، تفاعل مع طموحات المواطن ويلبي احتياجاته قبل أن يطلبها، وهذا هو أسلوب عمل قادة هذه البلاد، الذين لا ينتظرون أن يصرح المواطن بأحلامه، ويسارعون في تحقيقها طوعاً.
راسخة وقوية
الحراك الأخير الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، يؤكد أن لهذا الوطن ولاة أمر، لا يهدأ لهم بال إلا بعد أن يمنحوه خلاصة فكرهم وكامل عطائهم وجهدهم من أجل تحقيق كل ما وعدوا به من خلال رؤية 2030 التي أعلنت أنها تستهدف إعادة بناء كل أركان الدولة على أسس راسخة وقوية، تصل بالبلاد إلى أعلى مراتب التقدم والازدهار على مستوى العالم.
ويعكس الحراك الاقتصادي الذي شهدته البلاد في هذا الصدد، قيام ولي العهد خلال الثلاثة أشهر الماضية بطرح 11مبادرة ومشروعاً عملاقاً، يؤكد بها أن المملكة قادمة وبقوة لمشاركة الدول المتقدمة في أحلامها وتطلعاتها ومشاريعها من خلال عزيمة قوية يتمتع بها ولاة أمر، ورؤية مغايرة، تستهدف بناء الوطن وإرادة شعب يرغب في التغيير الحقيقي.
محور التنمية
ويبقى اللافت للنظر أن المبادرات والمشاريع هي في الغالب تمثل ركائز لاقتصاد قوي مزدهر، يبعث الأمل ويبث التفاؤل، ويعود على أبناء الوطن وبناته بالنفع والفائدة، وينعكس على المواطن بالخير، هذا المواطن يعد محور التنمية وهدفها الأول، هذا ما وعد به ولي العهد في رؤية 2030، وها هو يفي بالوعد يوماً بعد آخر، من خلال أفكار جديدة، ومبادرات نوعية، ورؤية خلاقة، تنظر 100 سنة إلى الأمام، في مسعى لبناء أجيال متعلمة وواعية، تواكب في طموحاتها متطلبات العصر.
العالم الأول
ولن نذهب بعيداً، وبالنظر إلى برنامج “شريك”، الذي أطلقه ولي العهد قبل أيام قليلة، نرى يعكس رغبة الدولة في دعم القطاع الخاص بالشكل الأمثل، وبأسلوب مغاير تماماً للأسلوب الذي كان متبعاً قبل 20 عاماً، هذا الأسلوب أراد أن يبني القطاع الخاص من الداخل، وأراد أن يكون للمملكة شركات عالمية، يتجاوز محيط عملها الشأن الداخلي، ويصل إلى خارج الحدود، من خلال تنفيذ المشاريع في الدول المتقدمة، مع الوضع في الاعتبار أن الشركات الخاصة في دول العالم الأول، ساهمت في صناعة سمعة طيبة لبلادها خارج الحدود، ومن هنا حدد برنامج “شريك” أهدافه بكل دقة، ولخصها في دفع عجلة الإنجاز للأمام، من خلال تحفيز أكثر من 100 شركة محلية لديها فرصة بأن تتحول إلى شركة عالمية رائدة، ليس هذا فحسب، وإنما تمكينها من الوصول إلى حجم استثمارات يصل إلى 5 تريليونات ريال بنهاية عام 2030، ورفع مساهمتها في الناتج الإجمالي المحلي إلى 65%، ما يعزز من نجاح الرؤية وتحقيق مستهدفاتها.
وطن طموح
ثمار المبادرات والمشاريع التي طرحها ولي العهد لن تتأخر كثيراً، فبقدر تسارع وتيرة طرح هذه المشاريع، سيكون بالقدر نفسه تحقيق إيجابيات لهذه المشاريع في أقرب وقت، ما يسهم في دفع عجلة التنمية في المملكة، حتى تتبوأ مكانة عالمية أكبر على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، والمضي قدماً نحو التطوير وتحقيق التنمية المستدامة، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي هي خريطة طريق لمستقبل أفضل، لمن يعيش في وطننا الطموح.