كاتب سعودي: نزرع 10 مليارات شجرة حتى لا نخسر 90 مليار ريال
من شجرة وحيدة بالصحراء تتسابق العائلات للفوز بظلها، إلى السعودية الخضراء بمبادرة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يرصد الكاتب الصحفي عـبدالعزيز السويد تطور الفكر والوعي البيئي في المملكة، مؤكداً أننا نتحرك اليوم نحو هذا الهدف بإرادة سياسية قوية وطموحة للتغيير، ونقلاً عن مسؤول سعودي يؤكد أننا سنخسر حوالي 90 مليار ريال من الهدر البيئي إن لم نزرع الأشجار.
شجرة وحيدة بالصحراء
وفي مقاله “تشجير مستدام” بصحيفة “الاقتصادية”، يبدأ “السويد” بصورة شجرة وحيدة في الصحراء ويقول: “لا أنسى كاريكاتيراً للرسام الشهير محمد الخنيفر نُشِر في جريدة “الرياض” أيام زمان، يصور حالة التصحر، وتوق الناس في بلادنا لظل شجرة عندما يتنزهون، يصور الرسم عدداً من السيارات المحملة بالعائلات تتسابق في الصحراء للوصول أولاً للشجرة الوحيدة الواقفة للفوز بظلالها. لكن رغم هذه الحاجة والضرورة إلا أن كثيراً من الناس لا يحترمون الشجرة في الصحراء، ولا يتعاملون معها إلا للاستخدام مرة واحدة، إما بقطع وإما بجعلها مأوى للقذارة والنفايات”.
وجاء محمد بن سلمان
ثم يرصد “السويد” كيف تغيّر الوعي البيئي ومن يقف وراء هذا التغيير، ويقول: “مؤكد أن الوضع من ناحية الوعي تغير، لكن ليس للحد المطلوب، ما زال هناك من يتفنن في عكس السير البيئي، ما زال هناك من يقتل البيئة بالتحطيب أو بالتشويه، لكن الفارق الحاضر الواضح أن هناك إرادة سياسية قوية وطموحة للتغيير، يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لسعودية أكثر اخضراراً، بل وتتجاوزها لمنطقة الشرق الأوسط في نظرة عملية لترابط المنظومة البيئة في المنطقة والعالم وتأثر بعضها ببعض، ورقم عشرة مليارات شجرة طرحت سؤالا في “تويتر”، أفضل الحلول لتخفيف الغبار مع موجاته كل عام في هذه الشهور، واتفق الأغلبية على التشجير، فالقناعة موجودة والوعي في تطور وبقي أن نطبق كأفراد وجماعات ذلك على أرض الواقع بالحفاظ على ما هو موجود وحماية ما يتم إنجازه”.
قضية المياه
ثم يناقش الكاتب قضية توفير المياه لزراعة الأشجار ويقول: “هناك نقاط مهمة يتركز أولها حول الماء، مبادرة لغرس عشرة مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، تحتاج إلى كم هائل من المياه، أجاب وزير البيئة والزراعة والمياه عبدالرحمن الفضلي عن ذلك في المؤتمر الصحافي الدوري للتواصل الحكومي قائلاً: إن المملكة اكتسبت خبرات جيدة في مجال حصاد الأمطار وإعادة استخدام المياه وتنمية مصادر المياه”.
الأشجار أو خسارة 90 مليار ريال
وينقل “السويد” عن “الفضلي”، ويقول: “أضاف الوزير أنه عندما نتحدث عن عشرة مليارات من الأشجار، فهي ستخضع لدراسة جادة ومعمقة من أساتذة ومختصين، وكشف عن رقم يقدره البعض لأثر التدهور البيئي بـ90 مليار ريال.. لا شك أن الدراسة المعمقة ستتناول نوع الأشجار وتفضيل المحلي المناسب من مختلف النواحي والمتحمل منها لقسوة البيئة والجفاف، بحيث تطبق المبادرة باستراتيجية ومرجعية واحدة”.
استمرار التشجير
وينهي “السويد” قائلاً: “النقطة الثانية والأخيرة، تتمحور حول تحقيق الاستدامة لهذه المبادرة الحيوية والاستثنائية، الاستدامة لتقف وتستمر وتنمو، حتى تحقق الفائدة لنا وللأجيال القادمة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً”.