“تشعرهم كأنهم في حلم”.. لماذا تبهر منطقة العلا كل زائريها؟
تزخر المملكة بالعديد من الإمكانات السياحية المهمة، الكفيلة بجذب ملايين السياح من كل أنحاء العالم، ولا عجب أو غرابة في امتلاك السعودية لهذه الإمكانات السياحية؛ بالنظر إلى اتساع مساحتها البالغة نحو 2.000.000 كيلومتر مربع، التي تشكل أربع أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية، واتساع المساحة يمنح المملكة تنوعاً في التضاريس والمناخ، وبالتبعية تنوعاً في المكونات الطبيعية لمناطق رقعتها الجغرافية، ومن بين هذه المناطق منطقة العلا، التي تملك طبيعة خلابة حيث تقع بين جبلين كبيرين بينهما وادٍ خصب التربة، ممتلئ بمزارع النخيل والفواكه، ومصادر المياه العذبة.
وتضم العلا آثاراً تاريخية في مدائن صالح تعود إلى 300 سنة قبل الميلاد، وهي مدرجة على لائحة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، وقد حفلت منطقة العلا بالعمران الإنساني منذ القدم، حيث سكنها الإنسان قبل نحو 4 آلاف عام، ولا تزال بيئتها الثرية بتنوعها الطبيعي، تحتفظ بالعديد من الحيوانات النادرة بينها النمر العربي، وتؤهل الإمكانات الطبيعية والتاريخية لمنطقة العلا، لأن تصبح وجهة سياحية عالمية، لا سيما بعد التطوير الشامل، الذي تشهده المنطقة في بنيتها التحتية، والخدمات اللازمة لاستقبال السياح، بالإضافة إلى التسهيلات التي وفرتها الحكومة لجذب السياح، ومنها إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية.
فكل هذه الإمكانات، وغيرها مما يضيق المقام بذكره، جديرة بأن تحتل منطقة العلا المكانة التي تستحقها على خريطة السياحة الدولية، وقد شهد بذلك الكاتب البريطاني سايمون كالدر، الذي كتب مقالاً في صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عقب زيارة إلى المملكة مؤخراً، حمل عنوان “لماذا ستكون العلا إحدى أكبر نقاط جذب للسياح في السعودية؟”، رجح من خلاله أن “تشد العلا بمناظرها الطبيعية الرائعة وتاريخها القديم انتباه العالم” خلال السنوات المقبلة، واصفاً انطباعاته عن مناخها وعدداً من معالمها القديمة والحديثة مثل مسرح المرايا.
ومسرح المرايا الذي استحوذ على اهتمام سايمون كالدر، هو مبنى متعدد الأغراض للترفيه والمؤتمرات، وقد احتضن القمة الخليجية الأخيرة في أوائل يناير الماضي، ويحظى تصميم المبنى بالانسجام مع المناظر الطبيعية المحيطة به، وهو مُغطىً بألواح من المرايا تقدر بـ 9,740 متر مربع؛ مما يجعله أكبر مبنى عاكس في العالم وفقًا لموسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، ولا تقتصر معالم منطقة العلا على مسرح المرايا، بل تضم العديد من عناصر الجذب، التي تجعل ابهار زائريها نتيجة حتمية تفرض نفسها على كل الذين يرتادونها، وينعمون بتجربة العيش في أجوائها الطبيعية والتاريخية، التي “تشعرهم كأنهم في حلم” كما وصف “كالدر”.