ضمن جولتها بالعلا.. “سبق” تعانق عبق التاريخ والنقوش الآثارية في “جبل عكمة”
ضمن جولتها اليوم الأربعاء بالعلا عرجت “سبق” إلى موقع أثري فريد، تغطيه النقوش الآثارية؛ لتمثل لوحة تحكي قصصًا منذ القدم، هو “جبل عكمة”.
ويؤكد المهتمون بالآثار والتراث أنه لا يوجد موقع أكثر أهمية من “جبل عكمة”، مَوطن أغنى النقوش وأكثرها تنوعًا في العلا. وما كان في الماضي جزءًا من محطة طريق القوافل أصبح مع الزمن حارسًا يحفظ بدقة أحوال ذلك الزمن من خلال المنحوتات التي توفر معلومات قيّمة حول طريقة حياة الدادانيين واللحيانيين وغيرهم.
وكان “جبل عكمة” موقعًا مهيبًا على طرق التجارة القديمة، ويضم أكثر من 500 كتابة منحوتة على المنحدرات والواجهات الصخرية التي تعود إلى الفترتين الدادانية واللحيانية.
والموقع عبارة عن وادٍ ضيق، ينحدر من جبل عكمة الذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشمال الغربي من مدينة العلا. ويستطيع الزائر أن يرى هذا الجبل من مسافة بعيدة. وهو ذو لون داكن، ويميل للون الأحمر، ويتميز بالارتفاع الشاهق، ويشكل لوحة طبيعية بديعة.
وتكمن أهمية الكتابات والنقوش والرسومات في منطقة “جبل عكمة” في كونها سجلاً تاريخيًّا وحضاريًّا.. فعلى الرغم من أن معظمها يتناول أمورًا شخصية في الغالب إلا أنها تمدنا بمعلومات مهمة عن مملكة لحيان، وحضارتها، والمجتمع العربي اللحياني القديم، وأوضاعه الحياتية والإنسانية، والحياة الدينية وما فيها من تقديم للقرابين والنذور، أو تقديم الزكاة، أو الحج للمعبودات، ومعلومات حول ما يحكم مجتمعهم من قوانين وتنظيمات.
وتدل الكتابات في “جبل عكمة” وغيرها من الكتابات في الأماكن الأخرى على مظاهر تحضُّر اللحيانيين، ومعرفتهم ببعض المهن والحِرف الدقيقة، كصياغة المعادن والنحت.
وتزخر العلا بالتراث الإنساني العريق الذي يتطلع إليه الزائر، وتعكس جمال الطبيعة؛ فهي مَوطن للكثير من النباتات والحيوانات، وتعد متحفًا يحتفظ بعبق الحضارات العريقة التي يمتد تاريخها إلى آلاف السنين.