برعاية حرم خادم الحرمين.. جامعة نورة تحتفي بـ 50 عامًا على تأسيس كلية التربية
تحت رعاية صاحبة السمو حرم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-، وبحضور وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، احتفت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن اليوم بمرور خمسين عامًا على تأسيس كلية التربية تحت شعار “خمسون عامًا.. عطاء وتمكين”، وذلك استشعاراً بالدور الذي قامت به الكلية في مسيرة تعليم المرأة بالمملكة بوصفها أول كلية تربوية للبنات أُنشئت في المملكة منذ عام 1390هـ، وذلك في مقر الجامعة.
وثمن وزير التعليم في كلمة خلال الحفل رعاية حرم خادم الحرمين الشريفين الاحتفالية التي تحمل رمزية ومعنى خاصاً للمرأة السعودية، منذ أن كانت سمو الأميرة نورة رمزاً للحكمة وسداد الرأي عند الملك المؤسس -رحمه الله- حتى أصبحت رمزاً للعلم والمعرفة وتمكين المرأة.
وأشاد بالاهتمام والرعاية التي توجت بها المرأة السعودية من قبل الحكومة الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله- وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، لافتاً النظر إلى الدور الذي أخذه على عاتقه سمو ولي العهد لإعلاء مكانة المملكة على قمم الريادة والمعرفة، والاستثمار في الكفاءات البشرية.
وأوضح أن كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لم تكن نواة هذه الجامعة الرائدة فحسب، بل كانت اللبنة الأولى في التعليم العالي للمرأة السعودية، والمحرك الأساس في مسيرة تعليمها بوصفها الحاضنة الأولى للمعلمات، لافتاً النظر إلى أن أول دفعة من خريجات الكلية لم تتجاوز الثمانين طالبة قبل انطلاقهن إلى أنحاء المملكة الشاسعة، لينشرن العلوم والمعارف ويبدلن ظلام الأمية بنور المعرفة.
وقال: إن نسبة الأمية في المملكة قبل خمسين عاماً من الآن تتجاوز 60%، وبجهود جبارة من الدولة -أعزها الله-، وبتضحيات آلاف المعلمات والقائدات والتربويات، انخفضت هذه النسبة حالياً لتصل إلى أقل من 4% وفق ما جاء في آخر إحصائية للهيئة العامة للإحصاء، ويُعد ذلك تطوراً إيجابياً أسهم في إعادة تشكيل الوعي المعرفي والثقافي والوطني عند فتيات المملكة، وزاد معه وعي الأسرة السعودية، وأدى إلى ارتفاع سقف الطموح لدى الطالبات السعوديات، وتحفيزهن على البحث عن التخصصات النوعية المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي، وتعزيز مشاركتهن في التنمية الوطنية الشاملة بصورة تتفق مع رؤية المملكة 2030 التي مكنت المرأة، وأبرزت مكانتها وساندت دورها الحيوي من خلال التعليم الذي يمثل مرتكزاً مهماً في أهداف الرؤية.
وقدّم وزير التعليم الشكر والتقدير لكل من عمل في هذه الكلية طوال العقود الخمسة الماضية، والوقوف احتراماً واعتزازاً أمام جهودهن لخدمة بنات الوطن.
من جانبها تناولت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن -سابقًا- الأميرة الجوهرة بنت فهد المراحل التي مرت بها كلية التربية، مشيرة إلى أن الكلية حملت لواء النهضة التربوية والعلمية في مختلف المجالات، واستحقت بجدارة أن تكون الكلية الأم لسائر كليات التربية على مستوى المملكة.
من جهتها أكدت رئيسة الجامعة الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى الدور الكبير الذي قامت به كلية التربية في منظومة التعليم العالي، ودورها المهم على مدى خمسة عقود مضت كحاضنة أكاديمية علمية تربوية، آخذة على عاتقها التكيف مع المتغيرات بشكل مستمر، وتحسين السياسات والممارسات التربوية والمهنية، مما نتج عنه استحداث خطة إستراتيجية مبنية على التوجهات الحديثة للجامعة، ومتوافقة مع نظام الجامعات الجديد.
وأشارت إلى أن كلية التربية عملت لتكون ميداناً تربوياً يزدهر فيه العلم خدمةً للمجتمع، وتلبيةً لحاجاته، من خلال ثمانية أقسام علمية تخصصية ذات بعد تنموي، يدعمها كيانات مساندة، كمركز البحوث، وجمعية الطفولة، وجمعية الإرشاد النفسي، وبيوت الخبرات.
بدورها استعرضت عميدة كلية التربية الدكتورة حصة بنت محمد الشايع مسيرة الكلية خلال خمسين عامًا، إذ كانت كلية التربية أول كلية تفتح للبنات انتظامًا، ومنذ ذلك الحين والكلية تنمو وتتكيَّفُ مع المتغيِّرات اللحظية، وتسير وفق نهج مدروس مواكب للحاضر ومستشرف للمستقبل.
واشتملت فقرات الحفل على ثلاثة عروض مرئية بعنوان: “50X50″، و”سيرة ومسيرة”، و”الإنجاز بإيجاز”، كما صاحب الحفل معرض لتاريخ الكلية منذ تأسيسها، ورؤيتها ورسالتها وأهدافها، وعرض للسير الذاتية لعميداتها، والنتاج العلمي لمنسوباتها من أعضاء هيئة التدريس، واختتم الحفل بتكريم العميدات السابقات للكلية.
يذكر أن كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تعد صرحاً للتمكين التربوي منذ ما يزيد على خمسين عامًا، وبالخبرات التراكمية والمنجزات والمكتسبات لهذه الأعوام الخمسين صاغت رؤية جديدة ارتكزت على ثلاثة مرتكزات أساسية: الخطة الإستراتيجية، وهيكلة الكلية، وبرامج تنافسية متوائمة مع سوق العمل.