“ارتجاع المريء” من منغصات الصيام.. و”الذيابي”: مرضاه بوسعهم الصيام شريطة الالتزام
يُعد الصيام فرصة جيدة للمرضى الذين يعانون بسبب آلام الجهاز الهضمي، فالامتناع عن تناول الطعام يوميًا لفترة زمنية تصل إلى أكثر من 15 ساعة، يُحدث الكثير من التغيرات المهمّة على السلوك الغذائي للإنسان، ويساعد في التقليل من أعراض أمراض الجهاز الهضمي.
ويرافق روحانية صيام رمضان المبارك بعض المشاكل الصحية المزعجة، والتي تحدث غالبًا بسبب الإفراط في تناول الطعام أو نوعيته، أو نتيجة اتباع بعض العادات الغذائية الخاطئة، التي تزيد من أزمات ومشاكل الجهاز الهضمي في رمضان، خصوصًا الذين يعانون بسبب ارتجاع المريء والحموضة والانتفاخات بعد تناول الطعام بكثافة على مائدة الإفطار.
وللتغلب على مشكلات الجهاز الهضمي، ومنها ارتجاع المريء، قال طبيب الباطنة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية الدكتور عبدالله الذيابي لـ”سبق” مرض ارتجاع المريء أحد هذه المشاكل الصحية الشائعة وأحد أمراض الجهاز الهضمي المزمنة، والتي تتسبّب في ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء وذلك لارتخاء صمام أسفل المريء، ويصيب كلا الجنسين بمختلف الأعمار مع زيادة لمن هم فوق 40 سنة.
ونصح “الذيابي” المرضى الذين يعانون بسبب الارتجاع المريئي المزمن بزيارة طبيبهم لتنظيم علاجهم خلال شهر رمضان الكريم، كما قدم إرشادات بشأن الأغذية التي ينبغي أن يتناولوها على السحور والإفطار.
وأوضح أن مرضى ارتجاع المريء بوسعهم الصيام في رمضان شريطة الالتزام ببعض الشروط الأساسية، كالابتعاد عن تناول الأطعمة المالحة والدسمة التي تفاقم مشاكل المصابين بالارتداد المعدي، ولاسيما مع طول فترة الصيام في شهر رمضان.
وأشار إلى أنه لتجنب الإصابة بالارتجاع المريء، خصوصًا من يعانون بسبب حموضة مزمنة، يفضل عدم تناول أو التقليل من الأطباق عالية الدهون، والتوابل الكثيرة، والحلويات الدسمة، والابتعاد عن تناول وجبة كبيرة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي، وأيضًا المشروبات الغازية، والفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون، إضافة إلى صلصة الطماطم والكاتشب، والنعناع، والبصل.
وأكد أن قائمة الأطعمة المذكورة سالفًا تعد أكثر مسببات الحموضة والحرقان، وبعض المصابين قد يتناولون صنفًا من هذه الأطعمة دون الشعور بأعراض الارتجاع، وهنا تكمن أهمية ملاحظة المصاب نوع الطعام الذي يزيد لديه الأعراض ويقلل منه أو يتجنبه.
وأضاف أن بعض أنماط الحياة والعلاجات المنزلية، كزيادة الوزن والسمنة والتدخين، وأكل وجبة كبيرة ثم الانحناء كوضعية الركوع في الصلاة، وارتداء الملابس الضيقة حول الخصر أو مشدات البطن أثناء زيارة الأقارب، والنوم بعد وجبة السحور بوقت قصير، والاستخدام الخاطئ لأدوية الحموضة، تُسهم في حرقة المعدة خصوصًا لمن يعاني مسبقًا بسبب الارتجاع المريء.
وأشار “الذيابي” إلى أن من أبرز أعراض الارتجاع المريئي الشعور بحرقان أو ألم في الصدر (حرقة المعدة)، ارتجاع الأكل دون استفراغ، الشعور بطعم حامض في الفم، ألم أو صعوبة البلع، السعال الجاف، التهاب الحنجرة، الشعور بوجود كتلة تسد منطقة الحلق، وله عدة مضاعفات منها: ضيق المريء، زيادة احتمالية الإصابة بسرطان المريء خصوصًا لدى الرجال، التهاب الحنجرة المزمن، زيادة نوبات الربو.
الوقاية من الارتجاع المريئي
وحذر الدكتور عبدالله الصائم من تناول مهيجات الحرقان ومسبباته، للوقاية من الارتجاع المريئي، حيث نصح بتناول كميات قليلة من الطعام خلال ساعات الليل، وعدم الأكل بسرعة ومضغ الطعام جيدًا، وأن يكون النوم بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من الأكل، مع العمل على الإقلاع عن التدخين، والمحافظة على الوزن المناسب للجسم، ويفضل رفع رأس السرير 15 إلى 20 سم، وارتداء الملابس الفضفاضة وتجنب الضيقة ومشدات البطن.
ولفت طبيب الباطنة إلى أن أدوية الحموضة تُسهم في التخلص والتخفيف من حدة الارتجاع المريئي، ويفضل تناولها عند الحاجة إلى الارتجاع البسيط وغير المتكرر، وتؤخذ قبل الأكل بساعة إلى نصف ساعة على الأقل، مرة أو مرتين يوميًا وفقًا لاستشارة الطبيب.