أكاديمي يرد على المطالبة بإغلاق كليات الإعلام: محاولة بائسة وفشل ذريع لرؤساء الصحف الورقية
انبرى أكاديمي متخصص في الإعلام للرد على المطالبة بإغلاق كليات وأقسام الإعلام، واصفاً تلك المطالبة بأنها محاولة بائسة وفشل ذريع لرؤساء الصحف! مؤكداً بلغة الأرقام أنه لم يسمع عبر التاريخ أن هناك جامعات عالمية أو غيرها أغلقت كليات وأقسام الإعلام فيها، على الرغم من أن عمرها مئات السنين.
وتبين التفاصيل أن النقاش احتدم في ندوة “مستقبل الإعلام الاقتصادي” التي نظمها مجلس الغرف السعودية حول المطالبة بإغلاق كليات وأقسام الإعلام، عندما جدد ذلك رئيس تحرير صحيفة “مال” مطلق البقمي، مستشهداً بدعوة رئيس تحرير صحيفة “الجزيرة” خالد المالك، حيث اقترح “البقمي” دمج مواد الإعلام في أقسام مثل: التسويق والإدارة والمالية وغيرها من الأقسام النظرية، مبيناً أنه لم يعد هناك حاجة لأقسام الإعلام، بحسب رأيه.
من جهته، رد رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” الدكتور سعود الغربي، على ما طرحه “البقمي”، بأن “هذه المطالبة لا أساس علمياً لها أو حتى مهني أو حتى مبنية على دراسة ميدانية حقيقية”، معتبراً أنها محاولة يائسة لرمي “الكرة” في ملعب الجامعات، بعد الفشل الذريع الذي تواجهه المؤسسات الصحفية، خاصة الورقية منها.
وشدد الدكتور الغربي على أن كليات وأقسام الإعلام لم تفتح لتخريج صحافيين على سبيل المثال، مؤكداً أن الصحافة مسار من مسارات الإعلام التي تضم العلاقات العامة والإذاعة والتلفزيون والإعلان والاتصال التسويقي والجرافيكس والوسائط المتعددة والإعلام المتخصص، إضافة إلى برامج الدراسات العليا، وأنها تخرج لسوق العمل ككل، وليس للمؤسسات الصحافية التي أصبحت بيئة طاردة، وتفصل بشكل دائم صحافييها، وتعتمد على المتعاونين والمتعاقدين.
وأكد أستاذ الصحافة الرقمية، أن كليات وأقسام الإعلام تمد سنوياً مختلف القطاعات التي تطلب خريجيها مثل وزارة الخارجية، والهيئات، والقطاعات العسكرية، موضحاً أن كل الوزارات والمؤسسات الحكومية فيها إدارات معتبرة للإعلام والاتصال المؤسسي، بخلاف الشركات والقطاع الخاص عموماً.
وأكد أن ذهاب الوظائف الإعلامية إلى غير المتخصصين مشكلة إدارات التوظيف والمجاملات والمحسوبيات وغيرها؛ مما يكشف عدم احترامها لتخصص الإعلام كعلم وتخصص علمي رصين.
وأبدى “الغربي” أسفه من أن تخصص الإعلام بكل مساراته لا يحظى باحترام وقدسية التخصصات الأخرى، مثل المحاسبة أو الهندسة أو القانون، وغيرها.
وتحدث رئيس جمعية “إعلاميون”، بلغة الأرقام، بأنه لم يسمع عبر التاريخ أن هناك جامعات عالمية أو غيرها أغلقت كليات وأقسام الإعلام فيها، على الرغم من أن عمرها مئات السنين، مؤكداً أن هناك طلباً متزايداً على تلك الكليات والأقسام في الجامعات بآلاف الطلاب، وأن هذه المدارس العلمية والمتخصصة لا تقبل مئات الطلاب سنوياً، وأنها تعتذر بأضعاف مضاعفة ممن تقبلهم.
وأشار الدكتور الغربي بأن الجامعات الناشئة لديها توجهات كبيرة نتيجة دراسات القبول واستجابة للطلب المتزايد على دراسة الإعلام، إلى فتح أقسام إعلام فيها، مشيراً إلى الإعلان الأخير لجامعة حفر الباطن بفتح قسم إعلام فيها وقبلها جامعة شقراء، وأنه لن يكون آخر أقسام الإعلام التي ستفتح بالجامعات السعودية.
وأبدى الدكتور سعود الغربي استغرابه تعنت بعض زملائه الصحافيين في مطالبتهم الغريبة هذه –بحسب تعبيره-، مبيناً أن هؤلاء البعض إقصائيون وعدائيون حتى في طرح آرائهم أو نقاشاتهم أو حتى في العمل الذي يقومون عليه، وأنه غير مطمئن أن المنابر الإعلامية التي يقودونها ستؤدي رسالتها بمهنية وحيادية وموضوعية، فإذا كان رؤساؤها يصدرون أحكامهم في أمور علمية منطلقين من انطباعات أو أراء لا أكثر، معتبرين مؤسساتهم هي جهات التوظيف الوحيدة لخريجي الإعلام، فكيف سيكون مصير أعمالهم الأخرى أو حظوظ المؤسسات التي يديرونها في العبور إلى بر الأمان مع التحولات الرقمية الهائلة التي تشهدها صناعة الإعلام.