مبادرتا ولي العهد تتفاعلان بشقراء.. موعد مع “غرس مليون شجرة”
وفق مستهدفات رؤية 2030، وتحقيقاً لمشروعين من المشاريع الضخمة المتمثلة في مبادرتي ولي العهد “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، رعى محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، توقيع مذكرة تفاهم بين مكتب البيئة والمياه والزراعة بشقراء وبين شركة التنمية الغذائية لغرس مليون شجرة في المحافظة.
ومثل مكتب البيئة والزراعة والمياه مدير المكتب المهندس هليل الكرشمي، والذي أكد أن المذكرة تضمنت بنود الاتفاقية، زراعة مليون شجرة من قبل شركة التنمية الغذائية في محافظة شقراء، بينما يكون تقديم الاستشارات الفنية من قبل مكتب الزراعة بشقراء للشركة وذلك لاختيار الأشجار المناسبة التي تزرع في المنطقة.
وأشار “الكرشمي” إلى أن المذكرة اشتملت الاتفاق على قيام مكتب الزراعة بتحديد مواقع التشجير في المحافظة، بينما تلتزم الشركة بتقديم الرعاية الكاملة للأشجار من سياج ومياه وشتلات، كما تم الاتفاق على أن تكون المدة الزمنية لزراعة المليون شجرة خمس سنوات.
من جانبه، قدم محافظ شقراء عادل بن عبدالله البواردي، شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على ما يقدمان -حفظهما الله- للوطن من رعاية وتنمية في جميع المجالات، مؤكداً على أن توقيع تلك المذكرة جاء لتحقيق مبادرتي سمو ولي العهد “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”.
وأشار “البواردي” إلى أن المحافظة تستهدف زراعة تلك الأشجار في منتزه النفود الشرقي ؛ وذلك لاستغلال المياه المعالجة ثلاثياً في سقيا تلك الأشجار، بحيث تساهم المبادرة في زيادة المسطحات الخضراء على مساحات شاسعة بأقل التكاليف.
يُذكر أن مبادرتي ولي العهد “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، تستهدفان رفع الغطاء النباتي، وذلك من خلال زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة؛ ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل مساهمة السعودية بأكثر من 4 % في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، و1 % من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
كما تستهدفان إيقاف تدهور الأراضي، وحماية البيئة البحرية، وذلك عبر رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 % من مساحة الأراضي السعودية التي تقدر بـ(600) ألف كيلومتر مربع؛ لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17 % من أراضي كل دولة.
إضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون بأكثر من 4 % من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 % من إنتاج الكهرباء داخل السعودية بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 %.
ولا تتوقف أهمية الأشجار المستهدف زراعتها خلال العقود القادمة على رفع مستوى جودة الحياة، وتحسين صحة المواطنين والمقيمين بتقليل الانبعاثات الكربونية، ومكافحة تلوث الهواء، بل إنها ستسهم أيضاً في خفض درجات الحرارة بما مقداره نحو 8 درجات مئوية.
وتشير دراسة، أعدتها منظمة الحفاظ على الطبيعة، المعروفة اختصاراً بـ “TNC”، ومقرها الولايات المتحدة، إلى أن أشجار المدن قادرة على تبريد الهواء، وخفض درجات الحرارة بنحو درجتَين مئويتَين في المتوسط، فضلاً عن أن معدل تخفيض جسيمات التلوث بالقرب من شجرة يتراوح بين 7 و24 %.
وتقوم الأشجار والنباتات الأخرى بتبريد الهواء المحيط بها بشكل طبيعي عن طريق تظليل الأسطح، وإطلاق بخار الماء.. والأكثر من ذلك أن أوراقها تعمل وكأنها مرشحات تؤدي إلى خفض مستويات الجسيمات الدقيقة في الثلاثين متراً المحيطة (قرابة 100 قدم) بنسبة تصل إلى الربع، ولها تأثير ملحوظ على العمل البيئي.