الأخبار المحلية

قبل ساعات من انطلاق “قمة القادة”.. ما إنجازات “رؤية 2030” في معالجة آثار التغير المناخي؟

تشارك السعودية في “قمة القادة حول المناخ”، التي تنظمها الولايات المتحدة الأمريكية افتراضياً غداً لمدة يومين، على أثر دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن 40 من قادة دول العالم للمشاركة فيها، ويمثل التغير المناخي قضية حيوية بالنسبة للمملكة بالنظر إلى كبر مساحتها البالغة مليونين و150 ألف كيلو متر مربع، وتحتل المرتبة 12 بين دول العالم في المساحـة، وهو ما يجعلها عرضة للتأثر بالمظاهر السلبية للتغير المناخي على النظام البيئي، كارتفاع درجات الحرارة والتصحر والجفاف وموجات الغبار.

وتتوزع جهود المملكة في معالجة قضية التغير المناخي على مسارين: الأول، دولي حيث وقعت على عدة اتفاقيات دولية منها: اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي، وبرتوكول كيوتو، واتفاقية باريس للمناخ.

والمسار الثاني، وطني حيث وضعت المملكة استراتيجية شاملة لمعالجة التغير المناخي، تشمل مجموعة المبادرات الريادية الفعّالة انطلاقاً من “رؤية 2030” التي تقوم في مبدأها الأساسي على تنويع مصادر الدخل القومي وعدم الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للدخل، وترتب على ذلك توجه المملكة أكبر منتج للنفط في العالم إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة، وزيادة مساهمتها في مزيج الطاقة الوطني، حيث افتتحت المملكة أوائل هذ الشهر، مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية في منطقة الجوف، الذي يعد باكورة لإنشاء سبعة مشروعات أخرى للطاقة المتجددة ستوفر 50 في المئة من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030.

وفي إطار ما أولته “رؤية 2030” لمكافحة التصحر باعتباره أحد مظاهر التغير المناخي أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نهاية شهر مارس الماضي عن مبادرتي “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، اللتين ستساهمان معاً في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 14 في المائة عالمياً، وزراعة 50 مليار شجرة في المملكة والمنطقة، واهتمت الرؤية برفع كفاءة إدارة المخلفات من خلال تأسيس “المركز الوطني لإدارة النفايات”، الذي يدير كل أنواع النفايات، كالصلبة، والزراعية، والطبية، والصرف الصحي والصناعي، والخطرة، وفي هذا الإطار أعلنت الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير، (إحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة) في سبتمبر 2019، اعتزامها إطلاق مشروع أول محطة لمعالجة النفايات الصلبة وتحويلها إلى طاقة بحلول 2023.

واهتمت “رؤية 2030” كذلك بالاستثمار الأمثل للثروة المائية، من خلال الترشيد حيث أسست المملكة البرنامج الوطني لترشيد استهلاك المياه “قطرة”، لتقليص استهلاك الفرد في اليوم من 263 لتراً في 2019 إلى 150 لتراً بحلول عام 2030، ومن خلال استخدام المياه المعالجة والمتجددة أيضاً، حيث أعلنت الشركة السعودية لشراكات المياه في يونيو 2020 عن تحقيق الإغلاق المالي لمشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمدينة الدمام، وبعده بخمسة أشهر، أعلنت الشركة نفسها عن تحقيق الإغلاق المالي لمشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمدينة الطائف، وتجسد كل هذه المبادرات والمشاريع إنجازات “رؤية 2030” في معالجة آثار ظاهرة التغير المناخي.