“السعودية الخضراء”.. نموذج سعودي يجسد المسؤولية تجاه الكوكب
تأتي مبادرات المملكة للمحافظة على البيئة نقية وصحية انطلاقاً من دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، هذه المبادرات، التي بدأت بمبادرة “الرياض الخضراء، ثم “السعودية الخضراء، وأتبعتها بـ”الشرق الأوسط الأخضر” لم تدفع جهة ما المملكة للإعلان عنها أو الإنفاق عليها، وإنما هي جاءت طواعية من المملكة واستشعاراً لأهميتها للمنطقة والعالم أجمع.
الضخامة والهالة الإعلامية التي صاحبت إطلاق هذه المبادرات؛ تشير إلى أنها ستكون علامة فارقة في تاريخ كوكب الأرض الذي لطالما شكا عن عبث الإنسان به، وتخريب أجوائه بملوثات نتجت على المصانع والشركات الكبرى، ومن هنا ترى المملكة أنها لا بد أن تكون سباقة نحو تعزيز المبادرات المحلية والدولية التي تحافظ على البيئة من حولنا.
وأعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن مبادرة “السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الخضراء” لتنشيط السياحة الخضراء، ولدعم المملكة والمنطقة من خلال توفير خارطة طريق واضحة للحد من الانبعاثات، ونظرًا لان المملكة تصنف كمنتج عالمي رائد للنفط، فهي تدرك تمامًا نصيبها من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ.
متوسط العمر
وتدرك المملكة والمنطقة أنها تواجه تحديات مناخية كبيرة، مثل التصحر، وهو خطر اقتصادي مباشر على البلاد ومنطقة الشرق الأوسط، لأنه يهدر نحو 13 مليار دولار بسبب العواصف الترابية في المنطقة كل عام.
وتشير التقديرات إلى أن تلوث الهواء الناجم عن غازات الاحتباس الحراري قد أدى إلى تقصير متوسط العمر المتوقع للسعوديين بمقدار 1.5 سنة.
ومن هنا، يعمل المسؤولون من خلال مبادرة “السعودية الخضراء” على رفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية.
وللمبادرة أهداف عدة، منها العمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، من خلال مشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية.
تجاوز المستهدف
وسيؤدي تنفيذ المبادرة إلى رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضي المملكة، ما يعادل 600 ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
العمل على خفض انبعاثات الكربون بأكثر من 4٪ من المساهمات العالمية، من خلال برنامج طموح للطاقة المتجددة، سيولد 50٪ من طاقة المملكة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، والعديد من المشاريع الأخرى في مجالات تقنيات الهيدروكربونات النظيفة.
وقال الأمير محمد بن سلمان: “من المتوقع أن تقضي على أكثر من 130 مليون طن من انبعاثات الكربون، إلى جانب رفع معدل تحويل النفايات من مكبات النفايات إلى 94٪ في المملكة”.
12 ضعفاً
وتتضمن المبادرة عدة برامج طموحة أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة في العقود القادمة، أي ما يعادل إعادة تأهيل ما يقرب من 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، مما يترجم إلى زيادة قدرها 12 ضعفًا عن الغطاء الشجري الحالي في السعودية، شبه الجزيرة العربية.
وأضاف ولي العهد السعودي أن هذا يمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4٪ في تحقيق أهداف المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و 1٪ من الهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
ويعدّ برنامج غرس الأشجار الإقليمي الشامل (مع 50 مليار شجرة) هو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، أي ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل (ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا القبيل).