علاقات السعودية ولبنان “الراسخة” تقطع الطريق أمام مروجي الفتنة
تعمل المملكة على حماية مواطنيها وشعبها من آفة المخدرات بجميع أنواعها، وتبذل من أجل هذا الهدف كل غال ونفيس، مدركة أن هذه الآفة لها أخطار كبيرة ومدمرة على شباب الأمة إذا تمكنت منهم.
وتفصيلًا: تحرص سلطات المملكة على كشف ألاعيب عصابات المخدرات وابتكاراتهم في تهريب المخدرات إلى أرض الوطن، ولعل ما قامت به المملكة أخيرًا من إحباط محاولة تهريب 2,466,563 قرص إمفيتامين مخدر، بعد متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان قادمة من لبنان، خير مثال على يقظة رجال الأمن السعوديين، وخبراتهم الإدارية في إحباط أي محاولات للتهريب.
وقالت المديرية العامة لمكافحة المخدرات: إنها ألقت القبض على المتورطين في محاولة التهريب في محافظة حفر الباطن، وهم 5 متهمين، منهم 4 مواطنين، ونازح.
ولم تتردد المملكة في اتخاذ قرار بمنع دخول منتجات الفواكه والخضراوات اللبنانية أو عبورها إلى أراضي المملكة.
الجميل والعرفان
ترتبط المملكة بعلاقات قوية وقديمة وراسخة مع لبنان والشعب اللبناني، هذه العلاقات تزداد رسوخاً مع مر الأيام، ولطالما كانت المملكة داعمة للحكومات اللبنانية المتعاقبة، وتؤيد توجهاتها وتساند خططها، ليس لسبب سوى أن لبنان بلد عربي، واللبنانيون أشقاء للشعب السعودي.
ويحتفظ الشعب اللبناني بالجميل والعرفان تجاه مواقف حكومات المملكة، التي يُنظر إليها على أنها دولة شقيقة كبرى، تقوم بواجباتها تجاه بقية الدول العربية والإسلامية. وتشهد صفحات التاريخ على قوة هذه العلاقات.
ويرى الشعبان السعودي واللبناني أن حادث تهريب مخدرات من لبنان إلى أراضي المملكة لا يمكن أن يؤثر على علاقات الشعبين والقيادتين، اللذين يرفضان أي محاولات تزعزع أمن واستقرار أي منهما، أو أي عمليات تستهدف شباب البلدين.
وتؤكد المملكة أنها كانت ولا زالت وستظل خير سند للشعب اللبناني الشقيق الذي يشهد التاريخ على تقديره وامتنانه لكل المواقف المشرّفة التي وقفتها الرياض مع اللبنانيين في كل المراحل والمحطات المفصلية.
حماية الأراضي
تؤمن الرياض أن الحكومة والشعب اللبنانيين سيدركان أبعاد قرار منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة، والأسباب الحقيقية التي دعت إليه، وأن هذه الأسباب لا تستهدف مطلقًا التجّار اللبنانيين ولا اقتصاد لبنان، بل جاء لحماية الأراضي السعودية ودول الجوار من جريمة عابرة للحدود، يجب التصدي لها وفقًا للاتفاقات الدولية ذات الصلة بهذا النوع من الجرائم.
ويؤكد هذا المضمون أن المملكة من أكبر الدول التي وقفت بجانب الشعب اللبناني ودعمت اقتصاده عاماً بعد آخ رغبة منها في مساعدة لبنان في التغلب على المصاعب التي يواجهها، ومن هنا ترى المملكة أن هذه الأسباب منطقية ومهمة، ويقدرها الشعب اللبناني قبل غيره ويدعمها.
وهذا التوضيح يقطع الطريق على أصحاب الفتن الذين يريدون تخريب العلاقات السعودية اللبنانية، ببث شائعات وتفسد هذه العلاقة وتنال منها. ومما لا شك فيه أن اللبنانيين الشرفاء لا يرضون أن تتحول أراضيهم إلى منطلقٍ لعمليات إجرامية تستهدف أمن أشقائهم السعوديين بالمخدرات.
وتؤكد المملكة أن قرارها مؤقت لحين تصحيح الأوضاع، والمسؤولية تقع على السلطات المختصة في لبنان لمعالجة هذا الأمر، لتسهيل استئناف تصدير البضائع من جديد.