اليونان تضبط 4 أطنان حشيش قادمة من لبنان.. هل أصبحت بيروت جسرًا لعبور المخدرات للدول المجاورة؟
لم تكن الضبطية السعودية الأخيرة التي أحبط بها رجال الجمارك ومكافحة المخدرات نحو 2.5 مليون قرص إمفيتامين، و5.3 مليون حبة كبتاجون قادمة من لبنان، إلا حلقة من سلسلة عمليات تهريب دولية منظمة، تجري على أرض لبنان، أو عبرها، وتلحق الضرر البالغ بجيرانها والدول المجاورة؛ ما استدعى اتخاذ موقف حازم تجاهها.
تهريب منظَّم
فقبل أيام قليلة، وتحديدًا في 14 إبريل، ضبطت السلطات اليونانية ما يقارب ٤ أطنان من مادة الحشيش، تعادل قيمتها السوقية ٣٣ مليون يورو، قادمة من لبنان، وكانت في طريقها إلى المغادرة يوم ٢٠ إبريل الماضي نحو دولة سلوفاكيا، مرورًا بدول (مقدونيا وسيبيريا والمجر). واستطاعت أثينا إحباط تلك العملية التهريبية بالتنسيق مع مكافحة المخدرات الأمريكية، ومكافحة المخدرات السعودية، قبل أن تلحق الضرر بالدول المذكورة.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد؛ ففي بداية العام الحالي ضبطت أجهزة الأمن المصرية شحنة تحتوي على أكثر من 8 أطنان من مخدر الحشيش، وأكثر من 8 ملايين قرص كبتاجون، في حاوية شحن بميناء بورسعيد المصري، كانت في طريقها إلى ليبيا، تقدر قيمتها بنحو 39 مليون دولار أمريكي.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في “تويتر” حينذاك: “إن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تمكنت من ضبط حاوية قادمة من إحدى الدول العربية – لم تسمها في البيان -، كانت في طريقها إلى ميناء دولة عربية أخرى عبر ميناء غرب بورسعيد بنظام (الترانزيت)”، إلا أن الفيديو الذي نشرته وزارة الداخلية المصرية أظهر اسم لبنان على العبوات والشحنات المضبوطة.
وأوضحت أن كمية المخدرات التي ضُبطت كانت مخبَّأة في شحنة أكياس بلاستيكية. وأعلنت أن كمية المخدرات بلغت نحو 41،107 (فرش) من مخدر الحشيش، تزن 8.225 طنًّا، وكذلك 8076 كيسًا من عقار الكبتاجون المخدر، داخل كل كيس 1000 قرص، بإجمالي 8 ملايين و76 ألف قرص. وقدرت الوزارة القيمة المالية للمخدرات المصادَرة بنحو 611 مليونًا و520 ألف جنيه مصري، أي ما يقارب 39 مليون دولار أمريكي.
وفي نهاية العام الماضي ضبطت السلطات الأمنية في لبنان ما وصفته بأضخم عملية تهريب مخدرات في تاريخها؛ وذلك بعد إحباط تصدير 25 طنًّا من حشيش الكيف عبر مرفأ بيروت، كانت متجهة إلى إحدى الدول الإفريقية. وبلغ وزن المخدرات المضبوطة نحو 25 طنًّا، كانت مرتبة بطريقة احترافية داخل آلاف الأكياس من النايلون، التي كانت تحتوي على أتربة زراعية معدة للتصدير.
جسر دولي للمخدرات
وفيما يبدو، فقد أصبحت لبنان معبرًا وجسرًا عالميًّا لمرور شحنات المخدرات من خلالها، وموطئ قدم لتجار السموم والمخدرات لاستخدام موانئها كمنفذ لتجارتهم غير المشروعة، وذلك من خلال تفخيخ الأغذية والفواكه والمواد المصدَّرة بطريقة احترافية؛ للإضرار بالأمن القومي بالدول المجاورة.
كما أصبح البلد المعروف بشجرة الأرز أرضًا خصبة لزراعة وتصنيع المخدرات بأنواعها كافة؛ إذ من المعروف أن “حزب الله” يعد من كبار الناشطين في زراعة وتصنيع مختلف أنواع المخدرات داخل مناطق نفوذه في لبنان، ويقتات عليها، ويعتمدها بشكل أساسي في تمويل عملياته الإرهابية، وزعزعة السلم الدولي.
وخلال السنوات القليلة الماضية أصر “حزب الله” على إقرار زراعة الحشيش بشكل قانوني في لبنان عبر مطالبات نيابية مكثفة للبرلمان؛ إذ تكثر زارعة تلك المادة في سهل البقاع بمنطقة الهرمل (أبزر معاقله).
كما تعد لبنان -وفق الأمم المتحدة- ثالث منتج لعجينة الحشيش في العالم بعد أفغانستان والمغرب. ويوجَّه المنتج اللبناني بشكل أساسي إلى أسواق في الشرق الأوسط.
وفي السنوات الأخيرة ضبطت السلطات الأمنية اللبنانية كميات كبيرة من الحشيش وحبوب الكبتاجون معدَّة للتصدير للدول المجاورة، وتم تفكيك العديد من شبكات التجارة الدولية.
وبالنظر إلى حجم النشاط غير المشروع الذي يتعلق بالمخدرات، ويجري على أرض لبنان، ويستهدف الأمن القومي لجيرانها كافة، وغيرهم من الدول، فضلاً عن تجاوز ما يصل من ضبطيات مخبأة في الخضراوات والفواكه نسبة 75 % من إجمالي الضبطيات الواردة من لبنان إلى السعودية، فإن القرار بمنع دخول هذه السلع إلى السعودية أو العبور من خلالها جاء طبيعيًّا ومتوقعًا، واستدعى الحزم؛ لمواجهة ذلك الخطر الداهم على حياة المواطنين والمقيمين على أرض السعودية.